فاز دونالد ترامب من الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ليكون الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة متقدما على الديمقراطية هيلاري كلينتون .

فاز ترامب رغم تقلبه وأسلوبه اللاأخلاقي، فقد كان مفاخراً بتحرشاته الجنسية، مجاهراً بمعاداته المسلمين، وأطلق ترامب تصريحات مثيرة للجدل في ما يخص السياسة الخارجية المرتبطة بالعالم العربي، ودعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه بمزاعم التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية!

فوز ترامب لم يكن مفاجئاً، ولم يأتِ بجديد، خصوصاً أن منافسته هي هيلاري كلينتون، التي تمثل امتدادا لحكم أوباما، والتساؤل هو كيف يرى الشعب ترامب جديراً بمسك زمام الأمور رغم كل تخبطاته وتقلباته!

قد نراه غريباً معادياً بينما رآه الأميركيون شفافاً صادقاً، كما أنه استطاع أن يبني ثروة هائلة بفضل ذكائه، وهو الرئيس الذي سيتمكن من تغيير أوضاع أميركا الاقتصادية السيئة وتعويض الخسائر والديون التي ظهرت في فترة أوباما والتي تقدر بالتريليونات.

لا يمكننا أن نراهن على شخصية غريبة الأطوار كترامب، إنما نجزم أن العالم العربي في عهده سيشهد أوضاعا سياسية أكثر سوءاً أسوة بتصريحاته المسيئة والمهينة والمبهمة للدول العربية. 

أميركا قد تصبح كما صورها كاتب مسلسل الرسوم المتحركة الأميركي “آل سيمبسون” دان غريني “إنها على طريق الجنون”، جاء ذلك في إحدى حلقات المسلسل عندما توقع فوز دونالد ترامب برئاسة أميركا قبل 16 عاما من فوزه في الانتخابات ليتبوأ أعلى منصب في البلاد، وقال كاتبها إن الهدف من الحلقة، التي تحمل عنوان “بارت نحو المستقبل” وتم بثها عام 2000، كان «تحذير أميركا».

لم نفهم حتى الآن توجه ترامب إزاء العالم العربي، وهل ستكون سياساته إيجابية، خصوصاً بعد تبدل خطابه الأخير الذي كان فيه أكثر عقلانية، ولكن توقعاتنا أن المرحلة الترامبية لن تكون مختلفة تماماً عن الأوبامية، التي تضرّرت المنطقة من سياساتها، وقد تكون أكثر سوءاً.

إن منطقة الشرق الأوسط تمر حاليا بمرحلة حرجة ولا أظنها قادرة على استيعاب هلوسات وجنون ترامب ومضيعة الوقت في مجاراته.

آن الأوان لبناء رؤية خليجية جديدة موحدة مع أميركا والاستعداد للقادم بخطوات وقرارات مدروسة تحسم المسار الذي سيقرر مصير الشعوب والأجيال المقبلة.