العدد 2940
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016
banner
السعودية تقود الأمة... وجامعة الدول العربية فاقدة الوعي
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

ما هو دور منظمة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بعد الهجوم الإرهابي الإيراني الحوثي على أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة بصاروخ "سكود" تم إسقاطه من قبل قوات التحالف، وما هي الوسائل التي ستستعملها لمعالجة هذا الوضع الخطير جدا. قبل فترة طالبنا بطرد إيران بلد الإرهاب من المنظمات الإسلامية، لأنها تسير ضد الإسلام أساسا وضد الإنسانية ولا يربطها أي شيء بحقوق الإنسان والحريات الأساسية، واليوم على جامعة الدول العربية اتخاذ التدابير الجماعية الناجعة كي تمنع وتزيل التهديدات الإيرانية للمنطقة، وأضعف الإيمان عقد اجتماع طارئ لبحث الموقف الخطير واتخاذ قرار وموقف جاد ليس بالكلام والشجب والبيانات وإنما بالعمل.

 التخلف والإرهاب الإيراني لا يخيف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، فهي قوة كبرى قادرة على الرد بعدة أساليب لصد كل من يسعى لخلخلة منطقتنا وتعريضها للمخاطر وتدمير المنجزات، وهي بالفعل تتصدى اليوم للقوى الرجعية الحاكمة في طهران التي تحلم بكل غباء بالسيطرة على دولنا وزعزعة الأمن والاستقرار بمعاونة حفنة من الخونة والعملاء، ولكن ما أعنيه هنا  جامعة الدول العربية ومهمة التحرك للدفاع عن الحرمين الشريفين حسب اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ومقاومة كل إرهاب، وإذا كان إطلاق صاروخ إيراني على قبلة المسلمين مكة المكرمة لم يحرك الجامعة، فمتى إذا ستتحرك؟

المملكة العربية السعودية أعزها الله ونصرها تقود العالم العربي في مرحلة جد حاسمة وحساسة من تاريخ الأمة العربية وتعرف مواطن الخطر وأعمال العدوان ولا تواجه أية أزمات بفضل من الله تعالى، ولكن من الغريب فعلا أن تبقى جامعة الدول العربية بعيدة عن الأزمات وكل قراراتها موجودة في حيز النظر فقط دون التطبيق حتى أصبحت بلا شخصية أو هوية، ولا تعرف تركيبة العمل الناجح، بل عاجزة عن تقديم أي علاج جدي ودائم لأية أزمة، قرارات هزيلة ومرتجلة من هنا وهناك والكوارث تتقاذف على دولنا، وطرح مفاهيم تقليدية بعيدة عن عصرنا المعقد.

يجب أن نركز على هذه الزاوية السلبية لجامعة الدول العربية والنهج التقليدي القديم. شواهد مؤسفة تكشف المعضلة التي تعيشها هذه الجامعة وكأنها فاقدة الوعي ولا تشعر بالانفجارات الجديدة الحاصلة في العالم العربي. انحراف وتراجع وتذبذب والدوران في جو غامض ونسيان تام للرسالة التاريخية والصوت المدافع عن العروبة وآمالها ومستقبلها وطموحها.

نحن في الخليج بقيادة السعودية حشدنا الجهود ووحدنا القيادة ونعرف أهداف العدو البعيدة والقريبة وسنهزم أعتى قوى العدوان، ولكننا نريد من جامعة الدول العربية إطلاعنا على نماذج حية صادقة من القرارات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية