العدد 2938
الأحد 30 أكتوبر 2016
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
خريف الديمقراطية
الأحد 30 أكتوبر 2016

انقلاب ديكتاتوري يجتاح الدول الديمقراطية في العالم وخصوصا أميركا التي لم تعد تحتمل انتشار المعلومات ومعها الدول الأوروبية الغربية التي أخذت تضيق الخناق على الصحافيين والمغردين والمدونين وكل من ينشر معلومات عن الأوضاع في الدول الأوروبية، خصوصا فيما يتعلق بفضائح الشركات والتجسس والعلاقات السرية بين الأجهزة المخابراتية، بالإضافة لشبكات المال والأعمال المتخفية وراء الحكومات هناك، ما أدى إلى احتدام الحرب بين شبكات المغردين والصحافيين المستقلين ومراكز تسريب المعلومات التي يقودها اليوم كل من الأميركي سنودن الهارب إلى روسيا والأسترالي أسانج اللاجئ في سفارة الإكوادور في بريطانيا، وهما مطلوبان بقوة للأجهزة المخابراتية ليس فقط في البلدين وإنما في أكثر من بلد في العالم لفضحهما الاتصالات والعلاقات لدرجة أن هيلاري كلنتون التي فضحها كل من سنودن وأسانج من خلال كذبها وإخفائها المعلومات وفضيحة الإيميلات السرية التي استخدمتها بأسماء مستعارة حينما كانت في وزارة الخارجية مما استدعى أن تتهم أسانج بأنه عميل لروسيا وهو ادعاء أثار السخرية منها.

السؤال: لماذا ثار الغرب على الديمقراطية؟ ولماذا ضاق ذرعاً بهذه الديمقراطية التي طالما ادعى أنه رائدها، وأنها من تقاليده العريقة، ليأتي اليوم الذي ينحر فيه هذه الديمقراطية ويلاحق الصحافيين والمغردين بالآلاف في أنحاء العالم؟

ما يجري اليوم على الساحة الدولية مخيف ويثير الفزع مع ضيق المساحة التي يتحرك فيها الإعلام الشعبي الذي تحرر من قيود الشركات العالمية والدولية التابعة للدول ورؤوس الأموال، لم تعد اليوم السي إن إن والبي بي سي والفوكس نيوز ولا صحف الجارديان ونيويورك تايمز والليموند مصادر الأخبار، المصادر الخطيرة التي تثير رعب الأنظمة الغربية هي مصادر سنودن وأسانج والمتعاطفين معهما من الصحافيين الأميركيين والأوروبيين المتواصلين مع كليهما في المنفى بروسيا وسفارة الإكوادور بلندن.

ما الذي يعنيه ذلك كله، خصوصا مع ضيق النظام الغربي بهذا الإعلام الجديد الخارج عن السيطرة؟

إن الغرب الذي زرع بكذبه علينا وهم الديمقراطية ودمر دولنا وشعوبنا العربية بحجة نشر الديمقراطية، ها هو ينقلب على هذه الديمقراطية ويضيق ذرعاً باثنين من مواطنيه زرعا الجنون في البيت الأبيض وبقية مراكز الحكم في أوروبا وهذا ما تفسره ظاهرة تسرب المعلومات الخطيرة عن النظام الغربي، ما أدى لانقطاع الاتصالات في كثير من الدول لفترات كان آخرها منذ أيام في كل من أميركا وقطر والبحرين وهل تعلمون لماذا في هذه الدول؟ ورد هذا الخبر في موقع العربية حيث "أفاد مغردون من مختلف دول العالم بوجود خلل في خدمة التدوين المصغر تويتر، في حين اشتكى البعض الآخر من خلل في الوصول إلى الموقع والتطبيق بشكل مباشر، أو عبر تطبيقات الطرف الثالث مثل هوتسبوت وغيرها. ويشير موقع مراقبة حالة الواجهات البرمجية الخاصة التابع لمنصة تويتر إلى أن ثمة خللاً في الأداء في كل من خاصية "البحث" عن التغريدات وآلية عرض البيانات الخاصة بالمستخدمين. ويؤكد موقع متخصص في رصد حالة تويتر أن تويتر يعاني خللا كبيرا خلال النصف الساعة الماضية، بحسب تبليغات المستخدمين من مختلف أنحاء العالم. وفي الوقت الذي لم يصدر أي بيان رسمي حتى الوقت الراهن، أشار مصدر آخر معروف وهو Downdetector إلى أن الموقع يعاني من تعطل الخدمة".

بعد ذلك لم تظهر أخبار عن أسانج حتى شك البعض بأنه تمت تصفيته حتى أعلن أنصاره بأنه مازال في سفارة الإكوادور، ألم أقل لكم إن العالم أصبح مكاناً مفزعاً.

 

تنويرة

شرارة واحدة تحرق بلدا، وحرب طاحنة تنقذ وطنا.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .