تقول “الحياة” إن كلام “حزب الله” عن تكديس عناصر داعش في سوريا كإفراز لمعركة الموصل، مع تهديد دمشق بإجراءات غير معروفة لمنع هجرة داعش من العراق إلى سوريا، إنما يشير إلى القلق من عواقب معركة الموصل على الرقة ومعركة حلب. ثم إن الحرس الثوري الإيراني – الذي سيكون على الأرجح في معركة الموصل عبر قاسم سليماني – قد يجد نفسه ممزّقاً بين المعركتين على أكبر مدينتين عربيتين سنيتين.
وأرى تعقيبا على لقاء الصدر برؤوس الحشد الشعبي الذي تحول فيه قيس الخزعلي من زعيم ميليشيا وقحة إلى نصير وعضيد ورمز قيادي مناضل، يعني توحد القوى المسلحة ذات التوجه الإيراني وترسيخ فكرة إعلاء الحكم الصفوي كقرار استراتيجي. “فإما على السنّة التعايش مع هذا الواقع مع الشكر، وإما المذبحة التي سترتد عليهم” وفق ما قال مراقب قريب منهم، ولدي تحفظي فالعشائر السنية ما عادت تستسلم بسهولة ولا حتى بصعوبة فالحياة أو الحياة كما وردني في رسالة من أحد الشيوخ السنة في الموصل وهو رئيس قبيلة سنية كبيرة وفاعلة وقوية ومسلحة.
ومن المؤكد أن هذا ما يثير مخاوف سنّة العراق الذين ينظرون إلى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على أنه “الوجه المعتدل للنيات الإيرانية”، حيث إن العبادي أضاف “تجميليات” إلى “الحشد” بتحميله العلم العراقي واعتباره مشاركاً في المعركة، إنما ليس في الخط الأمامي منها، ووفق مصدر فإن الخليج يعتبر العبادي “رجلاً ضعيفاً غير قادر” على منع “الحشد الشعبي” الذي تديره جماعة نوري المالكي رئيس الحكومة السابق وإيران، من المجازر.
من الواضح أن إخراج داعش من العراق إلى سوريا إنما يهدف إلى تطهير الرقعة الأميركية وتلويث سوريا الرقعة الروسية، قد يبدو هذا القول تبسيطا لواقع متحركات الأرض في الموصل لكنه يحمل الكثير من الصحة بفكرة نقل الأعباء من الكتف الأميركي إلى الكتف الإيراني الروسي.
ويهدف الأميركان في الموصل الى إبعاد الحشد الشعبي، وإبعاد “حزب العمال الكردستاني” من المشاركة في المعركة كي لا يثير ذلك حفيظة الأتراك، فمسعود بارزاني وكرد العراق شبه حليف للأتراك، ما يشير إلى أن الأتراك “أصبحت لهم سياسة أكثر تعقيداً وذكاءً من السابق” عبر تمييزهم بين هذه الصداقة وذلك العداء مع “حزب العمال الكردستاني”.
فضلا عن تلك المتون والهوامش التي تطرحها معركة الموصل فإن هناك مؤشرات كثيرة فرعية واستراتيجية لمتون وهوامش غير محسوبة قد تغير مسارا مهما في المعركة أو فيما بعدها (الموصل بعد التحرير).