العدد 2920
الأربعاء 12 أكتوبر 2016
banner
مجلس التعاون... نكون أو لا نكون
الأربعاء 12 أكتوبر 2016

فعلا البحرين ودول مجلس التعاون لم يعد لها خيار غير الاتحاد، بمستوى نكون أو لا نكون، فالاستهداف الأميركي الإيراني والغربي بشكل عام بلغ ذروته والتحالف الأميركي الإيراني لم يعد تمثيلية ولا مجرد لعبة تكتيكية للضغط على البحرين ودول المجلس، وإذا صممت دول المجلس على تجاهل هذا الموضوع واعتقدت بأن أميركا الحليف فذلك أمر لم يعد عقلانياً، ليست لدينا مشكلة على الإطلاق مع الشعب الأميركي والشعب الإيراني، ولا يوجد توجه لمحاربة شعوب هذه الدول، المشكلة أن الإدارتين الأميركية والإيرانية مهما بدتا مختلفتين مع بعضهما في الظاهر وحتى لو كان في الباطن كذلك، لكنهما متفقتان تماماً وبدرجة لا شك فيها على استهداف البحرين ودول مجلس التعاون، ومن هنا على قادة دول المنطقة الإسراع اليوم بإثبات أنهم يحفظون قصة الثور الأبيض ويدركون العبرة منها والتوجه بأسرع ما يمكن للاتحاد، فرؤية الملك عبدالله رحمه الله هي الثاقبة، وأثبتت أحداث الشهر الحالي وما تعرضت له المملكة العربية السعودية والبحرين من هجمات منظمة وصلت حد تبرع أوباما ذاته والدمر بانكي مون عميل أميركا المكشوف بالتدخل السافر في شأن المنطقة، بإدلائه بتصريحات تحريضية بلغت حد التعاطف مع الحوثيين.
إن استمرار عمل كل دولة بمفردها ومحاولة كل دولة انتهاج سياسة متباينة، بل انفراد بعض الدول باتخاذ مواقف حتى تبدو معادية لدولة شقيقة أخرى في المجلس معها، وبصراحة هناك بعض الفعاليات الرسمية  الخليجية تتعاطى مع الحوثيين والإيرانيين في الوقت الذي يتآمر فيه هؤلاء على دول المجلس. إلى متى يمكن تحمل هذه السياسات الخليجية المراوغة في وقت نرى فيه أوضح إشارات الخطر الذي يتهدد هذه الدول؟ هناك لغة مفقودة في العلاقة بين دول المجلس، وهناك خطوط متقاطعة فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة لدرجة دولة هنا تغلق فروع بنوك إيران التي تمثل مراكز استخبارات ودولة أخرى تفتح فروعا لمزيد من هذه البنوك وتسمح حتى بمرور الحوثيين عبر أراضيها بمنتهى السلاسة، قد نفهم أن هناك سياسات مستقلة، وقد نفهم أن هناك مصالح مختلفة وقد نفهم أيضاً أن هناك علاقات سرية مع الأطراف الخارجية، ولكن لا نفهم كيف في مثل هذا الوقت الحرج والخطر وفي ذروة التهديد والاستهداف الذي بلغ حد تهديد كيان الدول وقادتها وثرواتها واستقرارها لم يدرك القادة الخليجيون هذا المستوى من التهديد الذي وصل حد إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية وتبرع أوباما وبانكي مون بالدفاع عن الحوثيين وتمهيد الطريق لعودتهم من باب الضغط على التحالف العربي لاستقبالهم. لم يعد الأمر مجرد خطر ظاهري لقد وضحت الصورة وهو رغبة هؤلاء الكبار في الغرب في رؤية دول الخليج تعاني مثل ليبيا والعراق واليمن وسوريا ليسهل تدميرها وإعادة رسم الخرائط من جديد على حساب الكيان العربي للسيطرة على الثروات من خلال أدوات عميلة كما هو في العراق وليبيا.
قادة دول الخليج، حان الوقت لتدركوا أن ثمة خرائط معدة منذ سنوات للمنطقة، وأن الأدوات لتي سوف تستخدم لتنفيذ هذه المهمة الشيطانية بعد تخريب المنطقة متوفرة في شكل إيران وحزب الله الذي قالت عنه أميركا إنه لم يهاجمها ولم يتعرض لها ونسي أولئك من قام بقتل جنود المارين في بيروت بالتفجيرات الدموية الشهيرة، لكن من أجل عيون إيران التي تتحرك برضى أميركي وغض الطرف عنها تم تناسي تلك الأحداث، لهذا كله حان الوقت لتفعيل رؤية الملك عبدالله رحمة الله عليه واسعة لأنها كانت الرؤية الثاقبة ومازالت.
تنويرة:
الزمن يرتفع سعره معنا كلما تقدمنا  في السن، حتى أننا نعجز لو دفعنا المليارات عن شراء ساعة واحدة للوراء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية