العدد 2916
السبت 08 أكتوبر 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
“جاستا”... القشة التي ستقصم ظهر أميركا
السبت 08 أكتوبر 2016

إن قانون “جاستا” الأميركي الذي يتعلق بهجمات 11 سبتمبر 2001 والذي وافق عليه الكونجرس الأميركي بأغلبية كبيرة يعد ابتزازا لدول الخليج وانتهاكا لسيادة الدول والعلاقات والأعراف الدولية، بل إنه تشريع له عواقب وخيمة.
لماذا لم تتعرّض دول، أكثر عداء وظلماً كإيران وإسرائيل، لعقاب مماثل من أميركا، لماذا تصر على توجيه جميع أصابع الاتهام للسعودية؟!
قانون جاستا نمط جديد لمحاربة الإسلام والتوحيد باسم محاربة الإرهاب، والتكسب سياسياً ومادياً بنهب المزيد من أموال السعودية والخليج، قانون تعمد فيه أميركا لهز مكانتهم وهيبتهم وسيادتهم مراعاة لمصالحها.
قانون “جاستا” سيكون وبالا على أميركا، وستحصد من الشر منه أكثر مما كانت ترجوه من الخير، فبقية دول العالم ستعامل القانون الأميركي بالمثل، وستحاسبها على ما قامت به من أعمال إرهابية وتشريد الملايين في أفغانستان والعراق تحت مسمى محاربة الإرهاب، وهاهو البرلمان الياباني يعلن عن استعداده لإصدار قرار يسمح لعائلات اليابانيين الضحايا بمقاضاة أميركا بسبب قنبلة هيروشيما.
عقد ونصف وأميركا تتحدث عن أحداث “11 سبتمبر” وكأنها اليوم، تضخيم وتحشيد وتهديد وتهييج للمتضررين، واليوم محاولة تجديد القضية بقانون جاستا الذي يسمح للمواطنين الأميركيين برفع الدعاوى القضائية في المحاكم الأميركية ضد الحكومات الأجنبية بتهمة رعاية الإرهاب، بينما تتغاضى عن قتلها وظلمها الأبرياء بسبب عنصريتها المقيتة، وتتغاضى عن جرائم وانتهاكات مستمرة في حق الدول.
قانون “جاستا” هو القشة التي ستقصم ظهر أميركا. لقد أثبتت أميركا بموافقتها على القانون خبث نواياها وعدم جديتها في محاربة الإرهاب، وتخلت عن المملكة العربية السعودية التي لطالما حاربت بميزانياتها الضخمة شتى أنواع العنف والإرهاب على كل الأصعدة.
وقائع متلاحقة استثنائية تجاه السعودية والدول العربية حتماً ستحدث تغييرات مهمة في الساحة، تغيير في العلاقات والخرائط والثروات، بينما يستمر الدعم الأميركي لإيران وإسرائيل وتوريط السعودية في أي خطر داخلي أو خارجي.
آن الأوان لنصدِّق أن هناك مؤامرات خارجية حقيقية تدبر للاستيلاء على المنطقة، فلنحذر منها، ولنسرع في توحيد صفوفنا، علاقاتنا معها أصبحت هشة متوترة، خلف الابتسامة والمصافحة طعنات تغرس في الظهور العربية، لنتعظ مما سلف ولنؤسس قوة أمنية عسكرية موحدة تحفظ كياننا وسيادتنا، ولنتكاتف منفردين في القرارات المصيرية والاستقلال عنها في بناء الحاضر والمستقبل، وبإذن الله بتوحدنا وصلابة الإرادة السياسية للمملكة العربية السعودية وحزم الملك سلمان سنكون لها بالمرصاد وسنتجاوز شر الأزمات .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية