إنجاح موسم عاشوراء وتسهيل إقامة الشعيرة لن يتحققا ما لم يتم التعاون مع الجهات الحكومية التي تعمل جاهدة على تسهيل عملية سير فعالياتها على المنابر الحسينية، والالتزام بالشعائر الدينية دون دمج هذه المناسبة الدينية بالعمل السياسي، ووضع مجسمات في غير أماكنها المخصصة وصور وشعارات مستفزة تتعارض مع الهوية الوطنية البحرينية ولا علاقة لها بعاشوراء، معتدين على الشوارع العامة والممتلكات الخاصة مما يضعف من روحانيتها.
عوامل كثيرة تؤثر، أهمها ارتباط البعض بتوجيهات مستمرة من نظام ولاية الفقيه لخدمة أهدافه السياسية، فتحول مناسبة عاشوراء إلى موسم توترات ومشاحنات وتضاربات طائفية بشعارات وكلمات تنال من رموز الوطن السياسية والدينية بدل استغلالها للطاعات والعبادات ونشر المحبة والتسامح.
لقد نجحت إيران في إيقاظ الخلايا النائمة ببث الفتنة والكراهية، وتعظيم الاختلافات الطائفية وتغذية العقول بمفاهيم الانتقام التي تتوارثها الأجيال.
لقد وظفت إيران موسم عاشوراء لخدمة أهدافها العقائدية والسياسية وتصدير ثورتها.
نأمل أن يخلو هذا العام من أية ممارسات أو تجاوزات مخلة لا تمت للوطنية والأخوة والدين بصلة، وكما قال رئيس الأوقاف الجعفرية يجب أن نكون رفقاء درب في صيانة جميع المكتسبات الوطنية والعمل بكل ثبات واقتدار من أجل تقوية الجبهة الداخلية لمجابهة مخططات مطامع القوى الاستعمارية العالمية والتحلي باليقظة من الغفلة عما تعيشه الأمة الإسلامية من واقع مزر ومؤسف يستوجب منا العمل بكل ما تسعه قدرتنا على تعزيز اللحمة الوطنية وتأمين أمن ورخاء وطننا.
من أراد أن يعز فلينأى عن الخطأ فمازال هناك من يعمد تجاوز القانون وافتعال الفوضى لاستغلال أي إجراء تأديبي إعلامياً وتسخيره للانتقاص من سياسة النظام دون الخوض في المسببات.
من حق الدولة أن تقوم بدورها وتمنع كل ما يزعزع أمنها واستقرارها ويشق الصف، وتقف أمام أية ممارسات منحرفة تسيء لشعائر عاشوراء قبل الإساءة للآخر أو الوطن.