العدد 2915
الجمعة 07 أكتوبر 2016
banner
التعاون الآسيوي و“جاستا” الأميركي
الجمعة 07 أكتوبر 2016


ظهرت أميركا للعالم بصورة سلبية مع قانون “جاستا” الذي أقره الكونغرس، ويناقض كل مبادئ وأسس العلاقات بين الدول التي تقوم على السيادة والحصانة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
أميركا لا تعرف إلا لغة القوة ومنطق الفعل، فهما الكفيلان بتغيير سياستها وتحويل وجهة نوابها ومشرعيها، وغير ذلك لن يكون مجديا مهما بلغت حدة التصريحات والانتقادات، فعندما تجد نفسها مهددة في مصالحها، فسوف تستجيب لنداء العقل، وتحترم مصالح الآخرين.
ومن هنا، تقع مسؤولية كبيرة على القمة الثانية لمنتدى التعاون الآسيوي (إي سي دي) التي ستعقد في العاصمة التايلندية "بانكوك" (يومي 9 و10 أكتوبر الجاري)؛ من أجل الرد العملي على "جاستا" الأميركي، وخاصة أن هذا المنتدى يضم 34 دولة آسيوية، ويشمل منظمات إقليمية قوية مثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآسيان، وله من الثقل الاقتصادي والموارد المتنوعة ما يجعله قادرًا على قيادة العمل الدولي، وتغيير بوصلة التشريعات والقرارات الأميركية وغير الأميركية بما يحقق مصالح هذه الدول ويحول دون الانحراف بها بعيدًا عن العدالة الحقيقية والمساواة الفعلية.
وإذا كانت هناك أسباب كثيرة، وهي على العموم قصيرة النظر وضيقة الأفق دفعت النائب الأميركي للتصويت لصالح "جاستا"، وعلى رأسها الدوافع السياسية في ظل قرب الانتخابات والدوافع الاقتصادية بالنظر إلى الوضع الذي يعيشه الاقتصاد الأميركي والرغبة في تحميل دول أخرى دفع أعباء وفاتورة هذا الوضع، فإن نجاح منتدى حوار التعاون الآسيوي في تعزيز الترابط بين أعضائه، وزيادة التنسيق والتعاون بما يخدم مصالح شعوب ودول هذه القارة الأكبر على مستوى قارات العالم، واتخاذ خطوات باتجاه ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم؛ باعتبارها ركائز لتحقيق التنمية المستدامة التي تشكل الهدف الرئيس للمنتدى، وهي الضمانة الأساس للأمن بمفهومه الشامل الذي يتجاوز الأطر الأمنية والعسكرية التقليدية، سيجعل من “جاستا” الأميركي وهمًا وحبرًا على ورق لا جدوى منه، وسيرتد فعلاً على أصحابه، ويجعل واشنطن إما في عزلة عن كتلة مؤثرة من العالم، أو أن تسعى للتصالح مرة أخرى مع هذا العالم، واحترام القيم والمبادئ التي تحكم العلاقات بين دوله.
مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .