العدد 2913
الأربعاء 05 أكتوبر 2016
banner
انتبهوا... لا أزمة إلا في عقولهم
الأربعاء 05 أكتوبر 2016

أعرف أن من يسرب مشاركة الجمعيات التابعة للوفاق في الانتخابات القادمة داخل البحرين من الكتاب والصحافيين يستمد التسريبات بالتنسيق مع الخارجين على القانون المقيمين في الخارج، وذلك بعد أن أفرغت حنفيتهم وانقطع عنهم الدعم أو بعضه فأصبحوا يتطلعون للعودة للداخل ولكن عن طريق العودة في البداية للبرلمان ومن ثم فتح الباب أمام ما يسمى بـ “حل الأزمة”، أنا شخصياً لا أرى ثمة أزمة، الأزمة انتهت بحل الوفاق وسحب الجنسية عن المرجعيات ووقف النزيف والإرهاب وتحديد إقامة المؤزمين، وفرض القانون، من هنا لا وجود للأزمة التي يتحدث عنها بعض الكتاب في الصحف التابعة لهم، أو بعض الكتاب المندسين للأسف في الإعلام الرسمي والمحلي، تحت غطاء ما يسمى بكتاب المعارضة أو الكتاب المستقلين، وهناك أحدهم دأب في إحدى الجرائد التي أفسحت له مساحة للترويج لوجود أزمة في البحرين ولابد من حلها، ثم دأب مرة أخرى على الدعوة لمشاركة الجمعيات التابعة للوفاق في الانتخابات القادمة بعد أن التقط الخيط من الخارج وخصوصا جماعات بيروت ولندن الذين يشهدون هناك نقاشاً حاداً بينهم حول ضرورة العودة للساحة بعد حل الوفاق في شكل تنظيمات أخرى تأخذ مكان الوفاق وجمعية وعد تبرعت ورشحت نفسها لكي تحل مكان الوفاق، وبدأت ترتدي زي الوفاق.
أنا وغيري ممن يتابعون هذا التسلل الخبيث لا يعنينا ما تقوم به هذه الجهة أو تلك أو هذا الكاتب أو ذاك الصحافي من المحسوبين على المؤزمين المفلسين بعدما تم تفعيل القانون معهم، الأهم من ذلك كله هو وعي وانتباه ويقظة الأجهزة الرسمية وأهمها الداخلية والعدل والإعلام بالإضافة للصحافة الوطنية لهذا التسلل، فهؤلاء تسللوا منذ سنوات ومع بداية المشروع الوطني وأخذوا يتسربون في الأجهزة حتى وصلوا لأدق الأجهزة حساسية في الدولة كمجلس الشورى والوزراء والنواب وكادوا يطيحون في لحظة عابرة بكيان الدولة لولا قدر الله وتصدي الوطنيين الشرفاء، من هنا لابد من اليقظة والحكمة في النظر اليوم بل منذ الأمس وقبل أن يأتي الغد في كل ما يتعلق بالتسلل والاختراق والانتباه للدعوات التي تروج للمشاركة في الانتخبات وحل الأزمة، وكما قلت وأعود وأكرر لا وجود لأزمة إلا في أجندة هؤلاء وعقول ضعفاء النفوس من بعض الذين توهموا الاستقلالية سواء عن قصد أو عن عمد وأكثرهم عن عمد.
إن أطرف ما قرأته لأحد هؤلاء في الأسبوع الماضي تباكيه وحسرته على الوحدة الوطنية ودعوته لنسيان الماضي والعودة للبحث في الأزمة بل وذهب في أوهامه المتعمدة إلى حد اقتراح طاولة لمناقشة الأزمة بروح وطنية علماً أن هذا الكاتب كان أول من غرس السهم أو السكين في الوحدة الوطنية إبان محنة الدوار الدمرة، المؤسف أن بعض الأجهزة الرسمية توظف خبرات هؤلاء حتى في فعالياتها الوطنية وتمنحهم المشاريع وتقويهم و”تعلف عليهم” كما يقال، ثم ينقلبون عليها عندما يجدون الفرصة وهذا ما يجعلني أُشكك في الكثير من المؤسسات التي لم تتعلم حتى الآن مما لحق بنا من تخريب في المرحلة الماضية رغم تفعيل القانون مؤخرا.
إن أخطر ما تتعرض له دولة أو نظام هو الاختراق من الداخل وهذا ما يدفع هؤلاء الأعداء في الداخل والخارج لتوظيف طوابيرهم الخامسة في البحرين ودول المنطقة لنخر كيان الدولة من الداخل، من هنا أكرر انتبهوا فقد بدأوا يتحركون سراً وعلناً وبداية تحركهم الحديث عن أزمة وعودة للبرلمان.
تنويرة:
السباق على بناء المساجد بهذه الكثافة يقابله تزايد الفقراء والمعوزين.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية