العدد 2899
الأربعاء 21 سبتمبر 2016
banner
الكلام أسهل من الفعل
الأربعاء 21 سبتمبر 2016

دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه خلال رعايته الملتقى الحكومي للمسؤولين التنفيذيين في الحكومة إلى “العمل على إرضاء المواطن أولا، مؤكدًا سموه أن مؤشر نجاح أي مسؤول هو رضا المواطن عن الخدمات الحكومية، وما لم نصل إلى هذا الهدف فعلى الجميع مراجعة أدائهم وتطويره وتحسينه لبلوغ ذلك”.
لا يوجد أوضح وأصرح وأدق من هذا التوجيه وهذه الدعوة التي تمثل وحدها استراتيجية عمل لا يوجد أبرز منها، ولا مجال للتلاعب بالكلمات والأقوال عن استراتيجيات ونظريات وتجارب، الزمن كشف لنا خلال مسيرة البحرين خلال خمسين سنة ماضية أن العمل الحقيقي والإنجاز الواضح على الأرض هو القائم على الإخلاص الحكومي وأداء المسؤولين وهذا ما أكد عليه سمو رئيس الوزراء من أن رضا أي مواطن عن الخدمات هو المعيار الحقيقي للنجاح وهذا هو الأساس الذي قامت عليه نهضة البحرين وستستمر في حصد الإنجازات والمكاسب من خلال الرؤية الثاقبة لسمو رئيس الوزراء الذي قاد العمل الحكومي طوال فترة تحقيق هذه المنجزات وأمامنا فرصة في المستقبل لتطوير وتحسين هذه الخدمات شرط أن تلتزم الوزارات التي مهمتها تقديم الخدمات، ولا نظل ندور في حلقة مفرغة من الكلام النظري الذي لا يقود سوى لمزيد من الركود في ظل وجود موظفين تنفيذيين مهمتهم فقط التنظير ولا أدل على ذلك من الركود السائد في بعض القطاعات بسبب الروتين وكثرة الطلبات والأوراق التي تضع العراقيل أمام المستثمرين والتي كثيرا ما رأينا وتابعنا سمو رئيس الوزراء بنفسه يبادر ويزيل هذه العراقيل ويفتح الطريق أمام العمل وتسهيل إنجاز المعاملات، وحتى لا يكون كلامنا نظريا مثل الغير، هناك مسؤولون ودوائر في الواقع مازالت تعمل بوحي الكلام والتصريحات والواقع مختلف، فعلى سبيل المثال وزارة التجارة حتى اليوم لا توجد لديها سيطرة كاملة على قطاع التجار من حيث فرض الأمر الواقع عليهم، فهناك مئات الوكالات التجارية في البحرين مثل شركات التأمين ووكلات تجارية مكاتبها الرئيسة في دبي ويضطر المواطن للاتصال بدبي، بل وانتظار الخدمات من دبي بل حتى إصلاح الأجهزة يتم في دبي لوجود الورش هناك، ومؤخراً عانى المواطن مع هذه الوكالات التي حان الوقت لوزارة التجارة لفرض قانون يلزم الوكالة التجارية بوجود مكتب رئيسي لها في البحرين ينجز المعاملات ولا يكون تابعاً لدبي، هذا نموذج على سبيل المثال في أهمية تفعيل وزارات الخدمات لتراعي مصالح المواطن قبل مصالح الوكالات الموجودة بالاسم فقط، لا أريد تبسيط الموضوع وحصره في هذه النقطة إنما استعرضت ذلك في أمور صغيرة لا تستطيع بعض الدوائر حلها فماذا عن الأمور الرئيسية كالاستثمار والصناعة وإدارة الاقتصاد.
لنتذكر دائما مقولة سمو رئيس الوزراء “إرضاء المواطن أولا، مؤكدًا أن مؤشر نجاح أي مسؤول هو رضا المواطن عن الخدمات الحكومية، وما لم نصل إلى هذا الهدف فعلى الجميع مراجعة أدائهم وتطويره وتحسينه لبلوغ ذلك”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .