العدد 2892
الأربعاء 14 سبتمبر 2016
banner
من حق الإنسان الفرح
الأربعاء 14 سبتمبر 2016

لا أستغرب من البعض أنه مازال يعمل على الانزلاق نحو  الحياة السوداوية والرغبة في العيش في قبر مع أن الحياة منحتنا كل الجمال والحيوية ومن حولنا كل القيم الجمالية التي من شأنها إشاعة السعادة والصحة في النفوس، والغريب هو وجود فئة تعمل على تحريك الناس في هذا البلد إلى الحياة السوداوية وإلى الحزن والكآبة والقتامة التي يغلفون بها كل ما يحيط بهم، فلا يبتهجون بالأفراح ولا يحتفلون بالمناسبات ويحولون الفرح الى كآبة ويغلفون كل ما حولهم بالسواد والضجر، وكأنهم من أصحاب الكهف الذين كتب عليهم المكوث هناك طوراً من الزمن.
هذا الكلام كررته في مناسبات عدة، خصوصا في أعيادنا وأعياد رأس السنة وغيرها من المناسبات ولكن مازالت هناك جهات لم تقتنع بعد بأن الحياة فرح وسعادة وأننا في البحرين اكتفينا من الهم والغم وما مررنا به من محنة حان الوقت لتجاوزها بالانفتاح، فمازالت وزارة الإعلام والسياحة والبلديات وغرفة التجارة والفنادق والمؤسسات لا تعي أهمية الفرح في حياة الشعوب وإلا رأينا عكس هذا الركود والجمود وغياب الفعاليات، وأرجو ألا يقنعنا المسؤولون في السياحة ببضع حركات خجولة هنا وهناك، بأن هناك عمل، وهناك للأسف على الطرف الآخر قيام البعض بالاحتجاج ورفض الاحتفال وإقامة الحفلات الغنائية والاحتجاج على الرقص والموسيقى وغيرها من مظاهر الفرح والابتهاج، ومبعث استغرابي ان هؤلاء الذين ينسبون ما حدث لنا من محنة وأزمة الى أننا تخلينا عن ديننا يختلفون مع انفسهم حينما يتحدثون عن مؤامرة ضد البحرين وينقاضون أنفسهم حينما يتحدثون عن استهداف البحرين وتخريبها، وينسون أن التخريب ليس فقط في الأمور المادية بل هو تخريب في النفوس والقلوب والصحة والمزاج وهذا ما يقوم به من يقتنص الفرح ويصطاد البهجة ويصادرها من حياة الناس بمنعهم من الاحتفال والفرح وحشرهم في الظلام، ماذا يريد هؤلاء بالضبط؟ وما هو الفرق بينهم وبين من يستهدفون البحرين بالتخريب؟ الاثنان لا يختلفان عن بعضهما سوى بالاسم؟
دعوا الناس تفرح وتمرح وتنطلق  فما خسرناه وما مررنا به من محن وأحزان ورتابة يستدعي أن ننفض عن نفوسنا الغبار وأن ننهض بحيوية وانطلاق وفرح كما هي الشعوب الحية التي تعيش يومها وحاضرها، انظروا إلى دبي ولا نريد ان نذهب أبعد، دبي هذا اليوم تشهد كل أنواع الفعاليات التي تشارك فيها فرق عالمية حيث تكتظ بكل النجوم من هوليوود وبوليوود ونجوم الغناء والرقص والموسيقى ودبي هذه تستقبل الحفلات الغنائية الراقصة من الشرق والغرب، لا أحد هناك هدد بالقيامة ولا العقاب من السماء ولا الانتقام الإلهي كما يفعل إخوتنا هنا في البحرين.
لا أعرف من أدخل في عقول ونفوس الناس مثل هذه الأفكار السوداوية القاتمة ولا أعرف مصدر هذه المشاعر السلبية التي تهيمن عل النفوس، حتى الصغار أصابتهم اللوثة حينما تسربت الى نفوسهم مثل هذه المشاعر وخصوصا مع انتشار الدعوات المتشددة.. هذا حرام وهذا ممنوع وهذا يجلب العقاب السماوي وهذا يحدث الكوارث حتى تحولت حياتنا الى اختناق من كل الجهات وكأننا لا ينقصنا ما نمر به من أعمال تخريب وتدمير للممتلكات والمنشآت وترويع الآمنين حتى يدخل علينا من الباب الثاني من يسيطر على النفوس بنشر الدعوات الظلامية. دعوا الناس يعيشون  مثلما خلقهم الخالق، ومثلما تعيش شعوب الأرض من الغرب والشرق. وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .