العدد 2889
الأحد 11 سبتمبر 2016
banner
سعادة
الأحد 11 سبتمبر 2016

البحرين اسم يحفظه العالم المعاصر منذ عقود، لأنها قامت على التسامح والاعتدال والوسطية في كل مقومات الدولة العصرية، حيث نورها سطع على الجميع، العالم حفظ اسم البحرين خلال العقود الماضية حيت كانت الأجيال العالمية تتابع نهضة البحرين ومركزها الاستراتيجي في المنطقة فما ان تذهب لعاصمة من عواصم العالم إلا ويواجهك الاحترام والتقدير باعتبارك بحرينيا، حتى أن رجال الجوازات والجمارك في مطارات العالم ما إن يروا جوازك البحريني حتى تعبر بسلام من دون تعقيدات، وكان الإخوة الخليجيون يحسدوننا على هذا الامتياز فكنا نقول لهم إنها سياسة حكومتنا التي حققت لنا هذا المستوى من الرفاهية، كل البحرينيين الذين عاصروا تلك الحقبة يذكرون هذه الصورة. هذه المعاملة الخاصة والاحترام والتقدير أمور لم نكتسبها من فراغ وإنما جاءت نتيجة المستوى الراقي الذي كان عليه الإنسان البحريني، فقد كانت البحرين في ذاك الوقت مركزا ليس للمال والأعمال فحسب وإنما للفرح والسعادة، فكانت هناك الحفلات والمهرجانات والمعارض المختلفة والحفلات الغنائية والطربية، ثم فجأة جاءت حقبة التسعينات والألفية حتى أخذتنا السياسة ومشاريعها وأغرقتنا في العتمة من جديد إلى درجة لم يعد الجيل الحالي في العالم يعرف أين تقع البحرين إلا إذا قلت لهم بجانب دبي. تخيلوا أين وصلنا بسبب السياسة والابتعاد عن البناء والتعمير ونسينا تاريخنا الحداثي الطويل الذي بذلت فيه الحكومة كل جهدها طوال الوقت.
ما حفزني للعودة لطرح هذا الموضوع اليوم ونحن في مناسبة العيد والأفراح هو مشروع سعادة الذي طرح بتوجيه ورعاية من سمو رئيس الوزراء الموقر وشكل رؤية لبنية سياحية طالما حلمنا بها وطالما كتبنا مقالات وأعمدة حول أزمة السياحة في السنوات الأخيرة حتى جاءت مبادرة سموه بالدعم والمساندة لمشروع سوف ينعكس على مدينة المحرق وسكانها بالخير والرفاهية، ويكون بوابة للفرح والسعادة للناس، آملين مستقبلاً ألا يستقبل أصحاب بعض المشروعات التجارية الأمر بالتضييق على المواطنين في أسعار الخدمات، مثلما حدث اليوم في منطقة أمواج وديار المحرق وغيرها التي أصبحت منطقة خاصة جداً كل خدماتها بما فيها حتى الاستمتاع بالبحر والسماء وهما نعمة من الخالق بمقابل، نريد مشاريع تنموية وسياحية ترعاها الدولة أو تشرف عليها لتكون متنفساً للمواطن على غرار منتزه خليفة المطل على واجهة البحر في أرقى منطقة بالمحرق خصصت لمتعة المواطن  ودوحة عراد، وليس بقرة حلوبا لبضع فعاليات تجارية تستغل بحر وسماء الوطن لزيادة أرباحها، صحيح أن من حق أصحاب المشاريع المكلفة أن يستردوا تكلفة مشاريعهم ومن حقهم الربح التجاري والاستفادة من الخدمات ذات التكلفة لكن لا يتحول البحر والسماء حكرا على من يدفع، هذا ما نعنيه حينما أُغلق البحر في وجه المواطن بحجة المشاريع الخاصة.
لقد رحب سكان المحرق بمشروع سعادة السياحي لسبب مهم وأساسي لأنه برعاية كريمة من سمو رئيس الوزراء الذي دأب على الاهتمام بهذه القطاعات الوطنية ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين، بهدف زرع الفرح والسعادة في نفوس أبنائه حفظه الله ورعاه، وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية