العدد 2885
الأربعاء 07 سبتمبر 2016
banner
الدولة الحكيمة في الرؤية السديدة
الأربعاء 07 سبتمبر 2016

لا نريد شعارات حول الرؤية المستقبلية، بل نريد أفعالاً وتطبيقاً للرؤية السديدة، فصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه يعمل على جبهتين متوازيتين، فهو يوجه بإطلاق مشروع تطويري ضخم يدعم البنية السياحية في المحرق بكلفة تصل إلى 45 مليون دينار أي ما يزيد بلغة الأرقام العالمية على مئة مليون دولار، ومن جهة أخرى وعلى جبهة أخرى ناشد سموه الشعوب الخليجية والقادة الخليجيين الانتباه والحذر من المخططات والمؤامرات التي تحاك لزعزعة استقرار دول المنطقة، هذان الخطان المتوازيان أي الأمن والبناء هما الركيزة الأساسية للرخاء الذي تتطلع له شعوب المنطقة، خصوصا في هذه الحقبة المتقلبة التي يشهدها العالم، ومن هذا المنطلق يجب التطلع للمستقبل عبر رؤية سموه في الاتجاهين، والسؤال الآن بعد هذه المقدمة هل تعمل كل مؤسسات الدولة وكل أفراد الشعب في هذا الاتجاه؟
أولاً لنكن صريحين، لا تعمل مؤسسات الدولة كلها بوحي من هذه الرؤية لأن هناك مؤسسات ووزارات ومعاهد وشركات حكومية معطلة وترتدي قناعا ومن الداخل فارغة تماماً وبعضها يكلف الدولة أكثر مما يفيدها مثل معهد التنمية السياسية، حيث منذ تأسس وهو فارغ المحتوى ومن الأفضل إغلاقه ما لم ينسف ويعاد بناؤه على أسس علمية لا مزاجية، وقس على ذلك مؤسسات كثيرة مكلفة وغير ذات فائدة منها في قطاع الطيران والإعلام والعقارات وغيرها وتعرفونها جميعكم ولا داعي لفتح الملفات، المهم أن نركز العمل في المشاريع الحقيقية التي تتم على الواقع كتلك التي يرعاها سمو رئيس الوزراء والتي نراها تتحقق على الأرض، وليست مجرد مشاريع وهمية وورقية تنهب ثروة البلد على الوجاهة والمصالح الخاصة الضيقة.
أما موضوع الأمن والاستقرار فهذا ما يجب أن تواصل فيه الدولة نهجها الحالي وربما بزيادة الوتيرة أيضاً في ملاحقة كل ما تركته السنوات الخمس عشرة الماضية التي نمنا خلالها وتركنا الحبل على الغارب حتى أصبحت الوفاق في يوم ما دولة داخل الدولة يخشاها البعض ويخشى مرجعيتها القائمة في الدراز أكثر مما يخشى هذا البعض الدولة ذاتها وقوانينها التي ضُرِبت عرض الحائط في وقت ما أيضاً وفي النهاية بعدما تحركت الدولة بعزيمة وإرادة يقف وراءها سمو رئيس الوزراء رعاه الله الذي لا يكف عن الدعوة والتوجيه بضرورة التركيز على الاستقرار والأمن الذي هو الأولوية القصوى لدى سموه، اكتشفنا أن الوفاق ومرجعيتها وكل دكاكينها ليست سوى ورق محارم سرعان ما ذاب دون أية تداعيات تذكر بل إن الاستقرار والأمن ترسخ وأدرك كل من تسول له نفسه التلاعب بالأمن ما سينتظره لو سولت له نفسه العودة للفوضى التي كادت في يوم من الأيام تطيح بمنجزاتنا ومكاسبنا الوطنية.
من هنا لابد من العمل بوحي من نهج سمو رئيس الوزراء على الجبهتين كما ذكرت في البداية، جبهة الأمن وجبهة التنمية والمشاريع ولكن كما نبهت بضرورة مراعاة أن يعمل الجميع وألا يتقاعس البعض، بحيث فئة تعمل وتجتهد وتتعب وفئة تتفرج وتكتفي بالوجاهة وفي النهاية الكل يتساوى في النتائج، هذا هو الظلم بعينه ومن هنا لابد من التنبيه بأن من يعمل ومن يبني يتفوق على من يتفرج ويعرقل ويُطيح بالمكاسب وهذا ما يجب أن تقوم عليه سياسة الدولة كما رسمها وحدد خطوطها على مدى العقود الماضية سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله.
من يعمل يستحق ومن يخرب أو يعرقل أو يتفرج لا يستحق، هذه هي السياسة الحكيمة يا دولة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .