العدد 2885
الأربعاء 07 سبتمبر 2016
banner
كل النكبات التي مرت على العرب بسبب الانشغال بالسياسة
الأربعاء 07 سبتمبر 2016

دعونا نعترف بوجود أخطاء حقيقية ملموسة في مجتمعاتنا العربية، يجب أن نتجاوزها، وإلا سنبقى في حلبة السياسة التي حرمت الكثير من الدول العربية التقدم والازدهار، وجعلتها في معركة مستمرة مع المشاكل، خصوصا بعدما روج الغرب أكذوبة “الخراب العربي”، وها نحن كعرب نجني ثمار تلك المؤامرة، حيث آمن الأغبياء والمغفلون بأن “الخراب العربي” الممارسة الديمقراطية الصحيحة والمرحلة الجديدة التي ستساعد الإنسان العربي على النهوض بكل جدارة ونجاح.
 كانت مؤامرة وهجمة شرسة على العرب من أجل خنقهم وتقطيع أوصال اقتصادهم بالفوضى والتخريب ولكننا وجدنا من يطلق على تلك المؤامرة “الحياة الجديدة” وبعضهم بالغ في غبائه وقال إن الخراب العربي سيحفظ كرامة الإنسان العربي بإعطاء نظام ديمقراطي سليم!
ما من بلد في هذا العالم إلا ويريد تنمية ورخاء اقتصاديا، فالسياسة لا تفيد ولا تقدم أي شيء بدون التنمية الاقتصادية التي هي مطلب كل الشعوب، فبعض دول أميركا اللاتينية اهتمت بالسياسة واعتقدت أنها كلمة السر التي ستفتح لها الأبواب، وأهملت الجانب الاقتصادي بشكل كبير، وماذا كانت النتيجة بعد حوالي أربعة عقود، فقر مدقع وديون لا أول لها ولا آخر.
وها هي اليوم تركض كالذئب الجائع وراء المشاريع والاستثمارات التي أعطتها ظهرها في السابق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بسبب لعنة السياسة، فكل من راهن على السياسة في تلك الدول وفضل الدخول في مضمارها، لعنها اليوم، ومن الغريب أن العرب مازالوا يثرثرون بالسياسة ويشدون قبضتهم عليها بالمهاترات والعداوات، مبتعدين عن الوضع الاقتصادي وأهميته القصوى والتوسع في تقديم الخدمات والبرامج التي تسهم في إنعاش الاقتصاد.
العرب أكثر من يمجد الشعارات السياسية وأكثر من يقوم بتعطيل المشاريع الاقتصادية. كل الشرور والنكبات التي مرت علينا كعرب بسبب انشغالنا بالسياسة وإطلاقنا دعوات بألسنتنا لنسف كل المكاسب الأساسية التي حققتها دولنا.
إن الاقتصاد في هذا العصر مطلب كل الشعوب والدول، لا يستطيع رجل دين بتنظيراته ولا رجل سياسة بشعاراته أن يقف في طريقه ويرفضه، فرفضه كرفض الحياة نفسها، فهل يوجد من يرفض حياته؟ متى ينتبه العرب لمساوئ المنابر والأحزاب والسياسة؟. 
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية