العدد 2882
الأحد 04 سبتمبر 2016
banner
في السر والعلن يدعمون الانقلابيين
الأحد 04 سبتمبر 2016

كلما تمت هزيمة الانقلابيين في البحرين ومحاصرتهم كلما ظهر من ينوب عنهم في السر والعلن بالإسراع لإنقاذهم ومحاولة الالتفاف على الانتصار الذي يحققه الوطن بتفريغه من محتواه، هل الدولة وأجهزتها واعية ومدركة لما وراء الكواليس من تحركات ومحاولات تجري لإحياء الوفاق بالحلول مكانها عن طريق العمل السري وحتى العلني الذي يأخذ شكل عقد ندوات وإطلاق بيانات وتصريحات، بل لقاءات سرية بين شخصيات معروفة دائما تحاول لعب دور الوسيط النزيه وما هي إلا رموز خلفية للوفاق وأعوانها تتحرك كلما هزمت قوى الشر فتظهر هذه الوجوه لمحاولة امتصاص الانتصار الذي تحققه الدولة والمواطنون، فهل نحن منتبهون لمثل هؤلاء؟
بعد حل جمعية الوفاق وإثر سحب جنسية عيسى قاسم وما أتى بعد ذلك من إجراءات تصب جميعها في إنفاذ القانون الذي تأخر تطبيقه بهذا الاتجاه خمس عشرة سنة مضت، وفي ضوء ترحيب المواطنين بهذه التوجهات التي تحفظ للوطن سيادته ومكانته، بعد كل هذه الإجراءات هناك ظاهرة لابد من الالتفات إليها بل ولفت النظر لها عند المسؤولين في مختلف الأجهزة في الداخلية والعدل والإعلام وكل الجهات المسؤولة عن حفظ الأمن في البحرين وهي تحرك طابور خلفي من الجمعيات السياسية وبعض الأفراد والشخصيات والكتاب والصحافة أيضاً للقيام بالالتفاف على هذه الإجراءات التي أثلجت صدور الناس ومحاولة تفريغها من مضمونها عن طريق فتح ثغرات، والتسلل من الأبواب الخلفية وعقد اجتماعات سرية بل وحتى علنية وبداية جس النبض في عقد ندوات وإطلاق بيانات وتصريحات من خلال جمعيات مؤزمة ومتحالفة مع الوفاق تحاول الآن لعب دور البديل عن الوفاق، وكأنها تقول ذهبت الوفاق نحن مكانها، هل الدولة وأجهزتها على علم ودراية بهذه المحاولات التي تعمل على تقوية الانقلابيين كلما تمت هزيمتهم؟
لقد فهمنا من التجارب التي مرت علينا أن قوى الشر لا تستسلم أبداً مهما تجرعت مرارة الهزيمة لأنها قائمة على الديمومة التي تستمدها من قوى الشر في العالم التي تمدها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي في الإعلام والمحافل الدولية، وإذا كنا نراقب التحركات الخارجية لهؤلاء فإن الأخطر هو التحركات الداخلية، لا نريد إجراءات تأخذها الداخلية والعدل وتثلج الصدور ثم يأتي من يلتف على هذه الإجراءات ويحاول إفراغها من محتواها بتشويه تلك الإجراءات وتصويرها بأنها غير دستورية وتقمع وتصادر الحريات، بل تعقد الندوات لمثل هذا التشويه، من هنا أقول لابد من الانتباه ومراقبة رؤوس الفتنة على الساحة، الذين تحركوا مؤخراً للتعويض عن غياب الوفاق واختباء عيسى قاسم، فأرادوا أن يأخذوا مكان الوفاق سواء كانوا جمعيات سياسية أو رموزا للفتنة، عليكم يا دولة ومؤسسات الانتباه واليقظة وأخذ الحيطة والحذر فكما قلت إن الانقلابيين عندما يتلقون هزيمة هنا يختفون ويظهرون في مكان آخر، فكلما هزمتهم في موقع انتقلوا لموقع آخر بمساعدة من بقي في الساحة وهم للأسف كثيرون لم تأخذ الدولة بالها منهم، تجدهم في الإعلام والجمعيات السياسية وبعض الكتاب في بعض الصحف!
قبل أن أختم مقالي هذا أعرف بعض المحسوبين على التيار القومي العروبي يتحركون الآن لمساعدة الوفاق والتعويض عنها، والسؤال هل أصبح أنصار جمال عبدالناصر والتيار الناصري في خدمة الولي الفقيه؟ ومن قبله ومعهم كانوا أنصار البعث، هذا ما يحدث في البحرين اليوم، عيشوا وتفرجوا.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .