العدد 2875
الأحد 28 أغسطس 2016
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
الاستفادة من النخيل
الأحد 28 أغسطس 2016

من الجميل حقا أنك ترى أشجار النخيل منتشرة على امتداد أغلب شوارع المملكة وفي ميادينها العامة وباحات دوائرها الحكومية. وللأسف لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد النخيل في هذه المناطق ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هل يمكن الاستفادة من أشجار النخيل المغروسة في هذه الأماكن؟ في الواقع الذي نراه أنه ﻻ تتم الاستفادة من النخيل ولا من ثمارها لأسباب عديدة من بينها الإهمال الواضح في عملية تلقيحها وكذلك إهمال جني ثمارها لذلك فهي تتساقط من غير أن يهتم بها أحد بل تداس هذه الثمار بأقدام المارة وعجلات السيارات، وهذا الأمر يعد هدرا واضحا لهذه النعمة، ونحن لا ننكر أهمية تزيين الشوارع والحفاظ على البيئة وخلق صورة جمالية تكون النخلة بارزة فيها كيف ﻻ وهي من الرموز المهمة التي تجسد هوية هذه الأرض وأصالتها، ولكن أليس من الواجب أن يستفاد من هذه النخيل الفائدة القصوى التي تمكنها من المساهمة الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني، خصوصا أن البحرين بيئة مناسبة جدا لزراعة النخيل بل إن أرضها تحتضن أجود الأنواع بدل إهمالها وتجاهلها، والمانع الأول الذي قد يحول دون الاستفادة من النخيل والذي قد يتعذر به المسؤولون هو أن ثمار النخيل المغروسة بين الشوارع عادة ما تتأثر وتتلوث بالكربون الصادر من عوادم السيارات الأمر الذي يجعلها غير صالحة للتغذية ويمكن تجنب ذلك بتغطيتها بأكياس مناسبة فور ظهور بتلاتها، أما المانع الثاني فهو احتمال استعمال مياه المجاري المعالجة في بعض هذه المناطق المزروعة الأمر الذي يمكن أن يؤثر على سلامة الثمار الصحية ولكن هذا لم يثبت واقعا ويحتاج ذلك إلى دراسة مختبرية للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وما المانع أن يسقى النخيل بالماء العادي غير المعالج خصوصا أن ما يستهلكه النخيل من المياه اقل بكثير مما تستهلكه العديد من الأشجار. ولعل أنسب الأفكار المطروحة هي تسليمها لشركة زراعية متخصصة بالعناية بالنخيل واستثماره، تتولى العناية  بالنخيل طوال العام، ولنتعلم قليلا من جمهوريات الموز في أميركا اللاتينية كيف قام اقتصادها على زراعة الموز حتى أصبحت صادراتها تجول أغلب دول العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .