العدد 2868
الأحد 21 أغسطس 2016
banner
لا تنزعجوا هذه هي الحقيقة
الأحد 21 أغسطس 2016

سامحوني إن قلت إن الذين يدافعون عن البحرين ليسوا جميعهم يعيشون تحت سقفها وفي خيرها، أرجو ألا يزعج كلامي من لا تنطبق عليهم هذه المسؤولية، لربما وعسى أن يعيدوا النظر في موقفهم، لأن مصير البحرين بأيدينا فإن فرطنا به لأجل مجاملة أو نفاق أو تهاون أو نسيان فلا نلوم إلا أنفسنا، وليس لدي أكثر من ذلك لأقوله فيما البحرين مازالت مستهدفة من قبل ماكينة إعلامية وتخريبية ومنظومة عالمية مدعومة بمنظمات ودول معروفة في العلن بصداقتها البحرين وفي السر احتضانها شرذمة المشردين في الخارج تحت اسم اللاجئين السياسيين، هذا ما قاله لي صديق أجنبي يعرف الكثير من أسرار بلده التي تدير عمليات سرية ضد الدول، يعرف أكثر من غيره ما يجري وراء الستار ولكن لخص الأمر بجملة واحدة، خذوا حذركم ممن في الداخل، الذين في الخارج فقدوا صلاحيتهم بالرغم من كل الحقن والعلاجات الغربية لهم لكنهم تآكلوا، من في الداخل هم الذين يشكلون الخطر من حولكم، وساق دليلا غاية في الحرفية حينما تساءل: ألم تلاحظوا خلال الفترة الأخيرة تصاعد التصريحات والبيانات بل حتى الصيحات الهستيرية من هذه الدول والمنظمات الدولية دعماً ومساندة للطابور الخامس في الداخل وخصوصا بعد الإطاحة بعيسى قاسم وحاشيته؟ ليست هذه معلومات سرية بل هي معلومات علنية ومعروفة ويدركها الذين يتابعون تحرك الآلة الغربية في الخارج عن كثب لكن المشكلة هي أن العيون التي تراقب تحرك هذا الدعم اللوجستي للطابور الخامس عاجزة عن اللحاق والمتابعة والرد والتصدي وخصوصا على الصعيد الإعلامي الذي يبدو حتى اللحظة في حالة وفاة سريرية. ماذا نريد أكثر من ذلك حتى نفهم أن ما يجري اليوم هو بالضبط نفس ما جرى قبل المحنة وأكثر، انظروا ما يجري في الخارج من قبل الفئة الخارجة على النظام وخصوصا بعد التحاق عدد آخر ممن شاركوا في المؤامرة الى هناك بصفة لاجئين، وحتى في الداخل وفي كل المرافق يجري اليوم ذات ما جرى قبل الأزمة فهل نحن واعون لذلك؟ وهل سنلوم أنفسنا للمرة الثانية لو تفاجأنا بسيناريو أخطر من الأول؟ أقولها بصراحة هذه المرة لن نسامح أنفسنا على الغفلة ولا الاستهانة بالبحرين، صحيح أن أجهزة الأمن لم تتأخر في الضربات الاستباقية، وصحيح أن الشعب البحريني اليوم أوعى من الأمس، وصحيح أن الدولة بدأت تطبيق القانون وسارت في الطريق الصحيح، كل ذلك صحيح لكن هناك شيء واحد ناقص حتى الآن وهو المسؤولية لدى الكثير من الأجهزة الرسمية وبعض المسؤولين وكثير من الناس الذين لهو بالوضع المالي والأزمة المالية وهم بالطبع غير ملامين ولكن الحذر واجب. هناك خيار ليس مطروحاً على الإطلاق وهو مشاركة القطاع التجاري والمالي في مسؤولية البناء والتنمية وحمل العبء عن الحكومة في الكثير من الوجوه كما تفعل دولة مثل الإمارات العربية المتحدة، لكن للأسف الشديد وأقولها بكل مرارة تجارنا ورجال المال هنا وقلتها عشرات المرات بخلاء حتى على  مصالحهم ولا يملكون سوى الشكوى والمرارة في الوقت الذي نرى فيه كيف يبني تجار العالم دولهم.
إذا كانت البحرين مستهدفة وهذا ليس خافيا على أحد، فلماذا لا نرى الكل يتصدى لهذا الاستهداف؟ لماذا نرى فقط رجال الأمن والصحافيين والكتاب وشعب البحرين الوفي لوطنه ولا نرى سواهم؟ سامحوني هذه هي الحقيقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية