العدد 2859
الجمعة 12 أغسطس 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
قاسم الهاشمي... بين اغتصاب الأرض واغتصاب العرض !
الجمعة 12 أغسطس 2016

وهكذا تتساقط الأقنعة، فبعد عشرات الفضائح الجنسية التي طالت وكلاء الصفويين في العراق وغيرها، مازال العدد في زيادة، فبعد فلان وعلان من قادة ائتلاف الرابع عشر من فبراير، ها هو قاسم الهاشمي يلتحق بقافلة ثوار الفنادق والحانات والمواخير بقائمة من الفضائح، فقد أصدرت محكمة في العاصمة البريطانية لندن حكماً بسجنه لمدة 12 عاما بعد إدانته بتهم الاعتداء الجنسي على أطفال قصر والاغتصاب والإيذاء البدني.
لسنا هنا بصدد ذكر التفاصيل، فهي معروفة للقاصي والداني، ولكن ما نريده هنا أن نضع النقاط على الحروف والكلام ولو من طرف خفي عن التنشئة السياسية والدينية عند هؤلاء ودوافعهم لاستحالال هذه المسائل، لاشك أن البعض يتساءل عن علة انتشار هذه الظاهرة عند هؤلاء المصابين بانفصام الشخصية، بين ظاهر يتمسحون من خلاله بالورع والتقوى، وباطن ينتهكون فيه محارم الله عز وجل عندما يختلون بأنفسهم، أما البسطاء والسذج ممن يقدسون هؤلاء ويسيرون وراءهم، فهم كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه “همج رعاع يتبعون كل ناعق”.
هؤلاء هم الحقوقيون المسيئون للبحرين المنتقصون والمنتقدون، انحراف سياسي وأخلاقي من نماذج هابطة تطالب بالتغيير والإصلاح، نماذج اثبتت الأيام حقيقة معادنها وزيف ادعاءاتها وخبث نواياها، يترنحون ليلا ويتغنون بالمثاليات والقيم نهاراً، هؤلاء من ائتمنوهم لتنفيذ أجنداتهم، نعرفهم حمقى مدسوسون كشفهم الزمان وكشف حقيقة من يقودهم، وإذا تتبعنا جذور أمثال هذه الانحرافات، نجدها ضاربة في عمق الزمن من خلال كتب صفراء وتحريضات من زنادقة في غفلة من الزمن.
قال الإمام الصادق رحمه الله: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه ويأمرهم أن يبثوها.
 وقوله رحمه الله: إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب، حتى ان الشيطان ليحتاج إلى كذبه.
حتى قال هاشم معروف الحسيني: وبعد التتبع في الأحاديث المنتشرة في بعض مجاميع الحديث نجد أن الغلاة والحاقدين على الأئمة الهداة لم يتركوا بابا من الأبواب إلا ودخلوا منه لإفساد أحاديث الأئمة والإساءة إلى سمعتهم .
لا شك أن لبعض الروايات أثرا كبيرا وسيئا على تنشئة جيل يستحل هذه المحارم ويرتكبها بل ويعملون على ترويجها لإشباع رغباتهم الجنسية، وما أسهل من أن يصيروا ما تهواه أنفسهم حديثاً، ضاربين عرض الحائط قول المولى عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (النور: 19).
ها هي الأقنعة تتساقط، فضائح لن يمحوها الزمن، تاريخ حافل مخجل كفيل  بإبطال ادعاءاتهم، والسؤال الأهم هو من سيحاسبهم وكيف سيحاسبهم؟
سنبقى نترقب النتائج ومهزلة ما ستؤول إليه المنظمات الحقوقية والمحاكم البريطانية، ولن نستغرب صمتها فقد اعتدنا علو أصواتها فقط تحقيقاً لمصالحها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .