العدد 2854
الأحد 07 أغسطس 2016
banner
النظام الإيراني يختنق مالياً (2)
الأحد 07 أغسطس 2016



تستشهد بنوك أوروبا عموما بالانتخابات الرئاسية الأميركية باعتبارها من عوامل المخاطرة السياسية وتتجنب في الوقت نفسه التصريح تفصيليا بما قد يكون لفوز المرشح الجمهوري ترامب من أثر على أنشطتها.
المرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب أكد مرارا عزمه إلغاء الاتفاق النووي إذا وصل للبيت الأبيض.
وأكد مسؤول إيراني آخر، طلب عدم ذكر اسمه، أن الانتخابات وما وعد به ترامب من تمزيق الاتفاق النووي مع إيران إذا فاز بالرئاسة، سيعملان على تعقيد مساعي طهران، وذكر أن مسؤولا في بنك ألماني أخبره أنه لا يمكنهم المجازفة بالتورط في إيران مادام ترامب مرشحا.
وقالت الخزانة الأميركية إنها لن تقف في طريق أي نشاط مسموح به مع إيران، وأشارت إلى سفر عدد من المسؤولين إلى مختلف أنحاء العالم لتقديم إرشادات للحكومات والشركات والمؤسسات المالية.
لكن معظم البنوك الكبيرة تخشى مخالفة ما تبقى من عقوبات أميركية على إيران بما في ذلك التعامل مع الحرس الثوري الذي يمثل قوة عسكرية تملك مصالح واسعة في قطاع الأعمال من خلال شركات واجهة.
وقال مدير مسؤول عن تنفيذ العقوبات في بنك في بريطانيا “يبدو أن رفض البنوك يتزايد لفكرة التعامل مع طهران بسبب الروابط غير الواضحة مع الحرس الثوري من منظور المجازفة بالسمعة”.
وفي يونيو قررت مجموعة عالمية من الوكالات الحكومية المسؤولة عن مكافحة غسل الأموال إبقاء إيران على قائمتها السوداء للدول ذات المخاطر العالية.
 ورحبت الوحدة بما وعدت به طهران من تحسين أدائها ودعت إلى وقف العمل ببعض القيود لمدة عام، لكن هذا لم يفعل شيئا يذكر للتخفيف من مخاوف البنوك.
ومن الصعب تحديد حجم ما حصلت عليه إيران من تمويل منذ رفع العقوبات لكن هذه المبالغ صغيرة بالمعايير الدولية.
وقال مسؤول إيراني آخر “بوادر التحسن الاقتصادي الحقيقي لن تتضح قبل عام 2019 بافتراض أن يسير كل شيء بسلاسة. هذه المشكلة تعيق الاقتصاد وتعطل الخطط الاقتصادية للحكومة، ولهذا السبب فإن الحكومة تتعرض لضغوط كبيرة بوسائل عديدة لحل هذه المشكلة”.
 ويلقي المتشددون في إيران اللوم على روحاني وأنصاره لإخفاقهم في الاتفاق النووي وبالتالي في تحقيق تحسن سريع في مستويات المعيشة في وقت انخفضت فيه أسعار النفط دون أن تصل الاستثمارات الأجنبية إلى نتائجها الموعودة.
وتواصل طهران البحث عن بدائل، حيث زار مسؤولون كبار روسيا وعددا من الدول الأفريقية وزار الرئيس الصيني طهران في يناير وبحث الفرص التجارية المتاحة.
وربما يؤدي الفشل في تنشيط الاقتصاد إلى تدعيم موقف المتشددين المعادين للغرب بدرجة أكبر بكثير من فصيل روحاني، غير أن أي ضغط من حكومات غربية على البنوك للتحرك لم يحقق نتائج تذكر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .