العدد 2852
الجمعة 05 أغسطس 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
أية مصلحة ترتجى من إيقاف الحرب؟!
الجمعة 05 أغسطس 2016



استحضرت وأنا أتابع معارك سوريا، والسجال بين الطرفين، ولعبة انتصار أو بتعبير أدق تغليب هذا الطرف على ذاك، ومن ثم ذاك على هذا، كمعركة حلب الأخيرة، قصة ذاك الرجل الذي كان يوم معركة الجمل يرمي سهامه في العسكرين معاً ويقول: من أصبت منهما فهو فتح، لقلة دينه وتهمته الجميع.
الإسقاط التاريخي لهذه القصة على الوضع الحالي في سوريا يعكس تماماً واقع الحال، فمن ولاءات زائفة وقناعات تتبدل، ومصالح تتقاطع، كلها تصب في خانة قلة الدين وتهمة الجميع، هذا على مستوى الأفراد والجماعات.
 والأمر ذاته على مستوى الدول، ولعلها الحرب الوحيدة التي لا يرغب أحد في إيقافها، دون استثناء.
 فأية مصلحة ترتجى من إيقاف حرب كهذه؟
فجُل الدول تدفع لمن يشكلون عبئاً أمنياً عليها، ولو كان بالسر، أو بالتغاضي عنهم، فأية فائدة أكبر لروسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي المحيطة بها، وكذلك دول أوروبا وبعض دول آسيا كباكستان وأفغانستان، وغيرها، من جني ثمار هذه الحرب وهي ترى الإرهابيين حسب تصنيفهم يغادرون أراضيها إلى محرقة سوريا، بل ربما تعمل على تصفيتهم هناك بعيداً عن المساءلة ما لو تم ذلك على أراضي بلادهم.
ولعلنا لا نبالغ لو زعمنا أنه حتى الطرف الآخر من الذين نتوهم أنهم يدافعون عن النظام السوري، هم أيضاً يندرجون تحت هذه الخانة في تصنيف بلدانهم، فالعبء الأمني الذي تشكله هذه المليشيات “العراق أنموذجاً”، ربما يشجع أمثال هذه الدول على التخلص منهم بحجة الدفاع عن سوريا الأسد حليفتهم، أو بذريعة حماية العتبات المقدسة هناك، وهكذا تختلف المبررات وتتحد الغايات.
 أما الفوائد التقليدية لهذه الحروب فحدث عنها ولا حرج، فمن بيع السلاح، وإضعاف الدول الإسلامية والعربية، وتقسيم المقسم وغيرها، فمع كل هذه الفوائد أروني أحمقا واحدا يرغب في إيقافها!  “فانتصار أحد الفريقين ليس في صالحنا”!؟ نعم هكذا يقولون وهذه قناعات البعض، ولا نكابر، فالحقيقة أكبر من الكلمات، وليعذرنا من لا يرى ذلك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .