العدد 2851
الخميس 04 أغسطس 2016
banner
جرائم السلطات البيئية في إيران
الخميس 04 أغسطس 2016

ارتكبت وترتكب السلطات الإيرانية جرائم بيئية مرعبة في مضمار المياه، فقد حرفت نهر الكارون عن مصبه في شط العرب، لإرواء المزارع التي يمتلكها حرس الخميني في حوض الكارون وأراضي الأحواز، ما أضر الى حد بعيد ببيئة شط العرب ومياهه التي انخفض منسوبها ما أدى الى صعود مياه الخليج المالحة وحرمان بساتين الفاو ومزارعها من المياه العذبة وتصحيرها، كذلك اصبح شط العرب غير صالح لمعيشة الاسماك التي تعيش في المياه العذبة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة وانقراض انواع كثيرة من الاسماك وإفقار السلة الغذائية لسكان ضفاف شط العرب، ولم يكتف حرس الخميني بإلحاق الأضرار بالبيئة العراقية في شط العرب بل أضروا بها بشدة على امتداد الحدود العراقية الإيرانية، ففي حدود محافظة ميسان سلطوا مياه المبازل الناجمة عن إرواء مزارع قصب السكر التابعة لحرس الخميني على أهواز وأنهار المحافظة ليقتلوا اشكال الحياة فيها، كذلك قطعوا 42 رافدا ينبع من الأراضي الإيرانية ويصب في الأراضي العراقية، ودمروا الزراعة والرعي وتربية الحيوانات على طول أراضي ومدن العراق الحدودية، هذا بالنسبة للجرائم “الإرهابيئية” الإيرانية في العراق، أما في إيران فالأمر لا يقل سوءا، حيث تم تجفيف المياه الجوفية في عموم ارياف وقرى ايران التي تعتمد الزراعة بالري من مياه الآبار، ما أدى إلى هجرة مريعة من قرى الريف الإيراني الى المدن الكبيرة وسكنى عشوائيات نزعت عنهم كل حقوقهم كمواطنين ونشرت بينهم الأمراض والبطالة والانحراف تبعا.
وفي تقرير عن جريمة “إرهابيئية” أخرى في ايران تعرضت لها بحيرة أرومية قال تقرير نشرته العربية نت: إن عملية “إرهابيئية” غريبة النوع تتعرض لها بحيرة إيرانية شديدة الملوحة، ورأت “ناسا” الأميركية لغزها في صور التقطها أحد أقمارها الاصطناعية، وأصابها ما رأت ببعض الحيرة، لأن لون مياه “أرومية” المستمد اسمها من مدينة بالاسم نفسه في محافظة “أذربيجان” القريبة للشمال الغربي الإيراني والحدود مع تركيا، تغيّر بأقل من 3 أشهر إلى آخر مختلف تماماً، وبدا معه المشهد كأنه مريخي، لا حياة فيه.
الصور التقطها قمر Aqua أو “الماء” باللاتيني، من ارتفاع 100 كيلومتر في الفضاء، تبخر وترسب المياه ودورتها الطبيعية على الأرض، وفيها ظهرت مياه Urmia يومي 20 و23 ابريل الماضي، بلونها المعروفة به دائماً، وهو الأخضر المائي الداكن. لكن أخرى التقطها “أكوا” في 9 و18 يوليو الجاري، بدت فيها المياه حمراء كما لون الدم المسفوك، وتظهر في الصورة ألواح خشبية وبقايا سفن مهجورة، والبحيرة تتوفر عنها معلومات وافية “أونلاين” بعدد من اللغات، يسمونها Urmiya أيضاً، وكانت الأكبر بالشرق الأوسط، والثالثة في العالم بمساحتها البالغة 5200 كيلومتر مربع، مساوية تماماً لنصف مساحة لبنان، وهي تستمد مياهها من 21 نهراً ورافداً، منها الدائم سريانه، والآخر موسمي، إضافة إلى تسربات من ذوبان الثلوج تأتيها من جبال محيطة، كذلك من الأمطار، مما كانت نسبته 235 ملليمتر سنوياً، وتقلصت إلى أقل من 40 حالياً بسبب التغيرات المناخية في المنطقة والاحتباسات.
لكن سبب غزو الجفاف البحيرة طوال 14 سنة مضت “يتعلق بعوامل زراعية واقتصادية في المنطقة، فتقلصت بنسبة الثلثين” وهو كلام دبلوماسي الطراز، ورد بتقرير نشره في فبراير 2015 برنامج إنمائي بالأمم المتحدة، مهتم منذ 1997 بأزمة المياه الإيرانية، لأنه لا يذكر ما تقوم به السلطات من ممارسة “إرهابيئية” دائمة على البحيرة أدت إلى دمار حقيقي لحق ببيئتها ومياهها التي كانت وافرة بالماضي.
يؤكد ذلك أن ألواحاً خشبية وبقايا سفن مهجورة بدأت تظهر، بسبب انخفاض منسوب الماء الناتج عن بناء السلطات أكثر من 200 سد حتى 2012 قطعت بها تدفق الأنهار إليها، بهدف نقلها إلى المناطق المركزية، وبسياسة التجفيف قلت المياه عن السكان الأذريين، ويمكنكم مشاهدة فيديو يمكن العثور عليه في “يوتيوب” وهو بعنوان “الآذريون يحتجون على تجفيف بحيرة أروميه في تبريز”، حيث تظاهروا غضباً مما ينال البحيرة من خراب مشهود عمّ جوارها ومياهها، وأدى إلى زيادة ملوحتها وتبرعم عضويات وبكتيريات تريليونية العدد ومجهرية الحجم في مياهها التي جفت أكثر مع الصيف.
تلك العضويات والبكتيريات تضخ بروتونات تفرزها عبر غشاء خليتها إلى الخارج، لتنتج عنها بروتونات مركبة، تتحول بدورها إلى طاقة كيميائية تتغيّر معها خصائص الوسط المائي، لذلك فإن “أرومية” قد لا يبقى فيها سوى بياض الملح المترسب فقط، إذا استمر الإرهاب البيئي يفتك بها في إيران.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية