العدد 2850
الأربعاء 03 أغسطس 2016
banner
تأثير فرار جليل النوري على التيار الصدري
الأربعاء 03 أغسطس 2016

حين أقول على التيار الصدري فإنني أعني ضمنا القول على السيد مقتدى الصدر، كنت ممن يرون أن السيد مقتدى (نسبيا) أقل أصحاب الدكاكين السياسية “أرباحا”، لكن الأيام وأحداثها المتواترة كشفت أن مصدر “أرباح” السيد الصدر ما تضخه مؤسسة التيار الاقتصادية أو المالية التي تغرف من عقود الوزارات التابعة للتيار ومن خطوط نشاطات اقتصادية أخرى.
وجليل النوري هو المسؤول عن هذه المؤسسة الذي أرى أن فراره ببعض أموالها إن لم يكن كلها، لا تأثير له على السيد الصدر، إنما التأثير يأتي من التهديد الذي يقال إن النوري وجهه للصدر بكشف أسراره، فما كان لمبلغ 70 مليون دولار يقال إنه فر بها من تأثير يذكر قياسا إلى مليارات الصدر ومنابع أرباحه، وتزامن فرار النوري وقرار الصدر إيقاف التظاهرات وإغلاق عدد من منابع التربح الصدرية، مما يؤشر لأكثر من مرمى للسعي لامتصاص الصدمة وخصوصا إذا ما ذكرنا أن النوري الذي يقال إنه سار إلى الهند وإنه يستثمر لحسابه هناك أموال السيد الصدر، هدد السيد الصدر بكشف أسراره فعلا اذا ما تمت ملاحقته، خصوصا أنه اصطحب معه عددا من الشخصيات المقربة من السيد والعارفة بكل تفاصيل أسراره.
كنت أقول إن السيد الصدر أقل ساسة العراق أرباحا، ولا أقول نهبا حتى لا أجرح مشاعر السيد. فأموال الدولة العراقية لا حق للدولة ولا مواطنيها فيها، إنما تبين أنني كنت مخطئا وأن السيد لا يختلف عن البقية، بان لي ذلك من الكيفية التي أغلق بها ملف بهاء الأعرجي (وسرقاته ونهبه) وكيف تصرف نيابة عن الدولة والقضاء في ذلك الملف، ربما لأنه كان يخشى انكشاف علاقته (الاقتصادية والتغانمية) مع بهاء، والحقيقة أن الناس عرفوا تلك العلاقة ولم يتستر عليها إلا قطعان التيار الصدري الذين اشتروا سرير الاعتصام، حيث بات تحت خيمة الاعتصام بباب الخضراء، وقبلوا إطارات سيارته، ولا أقول طائرته الخاصة فلا أحد منهم يستطيع الوصول الى مربضها أو مدرجها الذي تحيط به جكسارات الحماية، وسكتت حكومة العبادي وقضاء مدحت المحمود عن سلوك دولة الصدر وهو يلغي الدولة العراقية، ولا أعرف ماذا سيفعل الصدر ليتستر على استثماراته التي كان يشرف عليها جليل النوري وعقاراته في منطقة الشويفات القريبة من مبنى الأمن العام المطلة على مطار بيروت، ومكاتب الاستيراد والتصدير التابعة له وما ذكره استاذي الكبير داود الجنابي بشأن شركات مصطفى اليعقوبي في بيروت وأخواتها التي يديرها جليل النوري ايضا، وشركة (الولاء للصيرفة) التي يديرها حيدر الجابري المقرب من مقتدى والكائنة في بيروت (دوار الطيوني) والمسؤولة عن تهريب الأموال الى مصارف بيروت، هذا ما عرفناه عن استثمارات السيد ببيروت ولا أدري شيئا عن بقية الاستثمارات في العراق ودول أخرى، ترى كيف سيعيد السيد الصدر تشغيل هذه الاستثمارات وما الشخصيات التي سيرشحها لإدارة امبراطوريته المالية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية