العدد 2850
الأربعاء 03 أغسطس 2016
banner
كيف تريد من الوطن منحك الثقة وأنت تستعين بإيران!
الأربعاء 03 أغسطس 2016

تكون موضع ثقة في وطنك عندما تكون في الصفوف الأولى للدفاع عنه في المحن والولاء للقيادة يكون عندك كالرئة التي تتنفس منها والدرس اليومي الذي تحفظه لأطفالك وتوصيهم به باستمرار.
 الوطن لا يعطيك الثقة وأنت تحاول العودة به إلى الوراء وتستعين بإيران والمنظمات التي تورث الأكاذيب والخزعبلات وتساند جماعات الفوضى والإرهاب. الوطن لا يمنحك الثقة وأنت تسير خلف من يقود شعارات انقلابية ويريد إشعال النار في المجتمع ويشجع على التنظيمات الإرهابية وتمتاز دعواته بالتطرف. عندما تكون مركز اتصال مع المنظمات المشبوهة أيا كانت وظيفتك أو موقعك “كاتب، فنان، صحافي، طبيب، أو محام، أو رياضي...” وتكون مثل الوادي المليء بمفردات الخيانة على طول الطريق، كيف تريد من الوطن أن يمنحك الثقة ويكون كالمدينة التي تستقبل القادمين بالورود والرياحين؟
من يخون الوطن بأية وسيلة كانت حتى من بعيد وبداخل قلبه “سموها ما شئتم” لا يمكن للوطن أن يفتح ذراعيه ويحضنه، فالوطن يحس ويشعر ويقرأ الوجوه ويميز الطيبين من الخبثاء ومن عنده ولاء للقيادة دائما تراه يشمخ منتصبا كالرمح ومن السهل معرفته على خارطة الوطن، أما من ينافق ويدعي الوطنية وحب القيادة فتضاريس الكذب ستبدو واضحة على وجهه قبل النوم وبعده. ومهما حاول ولف وكتب فسيكون جهده كالفقاعات الجوفاء وحقول التفاح العفنة.
كيف لك أن تتذمر وتتمرد وتدعي الحرمان والمظلومية والوطن أعطاك كل شيء ووفر لك ما لن تجده في كثير من بلدان العالم. أي جحود هذا الذي يلفكم ويجعلكم تفبركون الأكاذيب عن البحرين وتحولت وجوهكم الى عاصمة للتآمر والخيانة. “ذبحتونا كل يوم بجملة..
 الحاجة التي تحط من الانسانية والكرامة”، والله لن تجد أية كرامة ومنزلة رفيعة سوى في هذا الوطن. جرب العيش خارج حدود وطنك وحينها ستكون كمن يعيش على أوراق اليانصيب وينام في الطرقات والأزقة. وعلى العموم من يكتب عن هذه المسألة يعيش مترفا ولا ينقصه شيء ولكننا نعرف جيدا أبعاد المعركة التي يشنها على الوطن والمسرحية عالية التكنيك والتصويب، فهو يكتب ويتحدث ليقلب المفاهيم ويحطم الحقائق ولكن هذه الرجعية والمواقف المشينة ضد الوطن “مكشوفة” مهما بلغت نسبة توزيع الأكاذيب.
أعود إلى موضوع الثقة وأقول من جديد، ما حصل لا ينسى، واليوم ونحن نرى العجلة بدأت الدوران وأخذت المملكة تتنفس الهواء النقي، يجب علينا أن نقّيم الميزان، لنعرف مدى ما جنينا خلال مرحلة من الزمن امتدت سنوات طويلة، ولكي يستقيم لنا المعيار، لابد لنا من إلقاء نظرة شاملة وفاحصة من القلب على ما طوينا من حواشي طريقنا لعلنا نرى في ثناياه وتعرجاته ما يكشف لنا بعض العرج الذي أصابنا وبعض الهزال الذي تمكن منا، والكثير من “النفاق” الذي حمل في كثير من الأوقات الشعارات المضللة، إن الصراحة والمكاشفة أخلص ما نعتصم به في هذه المرحلة الدقيقة، ويقول المثل: “من كتم علته، قتلته”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية