العدد 2847
الأحد 31 يوليو 2016
banner
أحلام الانقلابيين وأعوانهم المتخفين
الأحد 31 يوليو 2016

سأبدأ بقصة رجل في الدولة عمل طوال سنوات عمره من أجل قضية خدمة الوفاق وأعوانها بل أسهم في حريق البحرين ومحنتها التي مرت علينا ولم ينتبه له أحد طوال السنوات الماضية لأنه يعمل بإخلاص وتفان في الظاهر، بعكس رجل آخر عمل كهذا وأكثر ولكن كان في الخفاء وأيضا كانت تعلم به الدولة وهو مقرب منها، وحتى لا نصدم في غيره هنا لا أقول سوى الله ينجينا من الأصدقاء لأن الأعداء كفيلون بهم وأما الأصدقاء أولئك الذين يظهرون في أوقات الحسم ويطالبون بالمبادرات.
قبل أسبوع طلع علينا كاتب مخضرم من جيل الثورات البائدة ومن منظري اليسار الرث وتساءل في إحدى الصحف المحلية، هل انتهى زمن المبادرات؟ بدا من نبرته يائسا، يبحث عن خيط في الظلام، ودعى لمبادرات جديدة من أجل تمهيد الطريق لعودة الانقلابيين وتحدث عن مبادرة مشروع الميثاق الذي لم يحترموه وانقلبوا عليه وتحدث عن المصالحة التي لا تعني سوى العفو عن الخونة، كل هذا الكلام يأتي اليوم بعد عودة الوعي للدولة واتخاذها إجراءات كان المفروض أن تتخذها منذ أكثر من عشر سنوات، ومن يقف وراء هذا الداعي للمبادرات في الوقت الضائع سوى أولئك المقيمين في بيروت ولندن وألمانيا الذين يئسوا ولا يملكون نعي جمعيتهم المقبورة ومعممهم المنتهية صلاحيته، هم الذين أوحوا له بطرح هذه الدعوة للمبادرات بعد أن فقدوا كل شيء، وأذكرهم فقط بعبارة عليهم ألا ينسوها أبدا وحتى يصحوا من حلمهم بالعودة، مقولة سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه بقوله، لا عودة للوراء ولا تراجع عن إجراءات تطبيق القانون. إذا، انتهى زمن المبادرات وكفى أحلاماً في هذا المجال.
لقد مضى الوقت الذي فيه إعطاء فرص للعقل بالعودة للواقع وليس الخيال والشطح والجري وراء المناسبات، أنا أقدر كل سعي لأجل سلامة وأمن هذا البلد وأهله ولكن لا أريد أن يكون هذا السعي عودة الانقلابيين والإرهابيين، خلاصة القول، نريد صوتكم ضد العنف والتخريب، نريد وقفتكم الواحدة ضد الارهاب الذي نعرف مصدره؟ نريد فزعتكم مع رجال الأمن لفرض الاستقرار ولا نريد شعارات ولا خطبا رنانة ولا مناسبات تمضي مع الوقت ونعود للشوارع وهي مسدودة والممتلكات مدمرة والبشر وهم مهددون والاقتصاد معطل، تريدون المبادرات اغسلوا أيديكم من إيران وأتباعها؟ مهما اختلطت الأوراق ومهما تلونت المواقف ومهما قفز هذا من هنا وقفز هذا من هناك ومهما بدل هذا موقفه وبدل ذاك موقفه ومهما انتقل هذا من هذه الخانة لتلك الخانة فهذا لن يخدعنا، فكثير ممن تحدثوا عن الحل السياسي هم في الحقيقة ممن عارضوا كل الحلول والشيء الوحيد الذي يبرر دعواتهم في هذا الوقت، شعورهم بفشل مشروعهم الانقلابي للأبد ومحاولتهم العودة بأقل الخسائر وأظن أن مقولة سمو رئيس الوزراء رعاه الله واضحة ولا مجال للعودة.
هذا الموقف يذكرني بموقف حدث لي قبل سنوات طويلة وفي بداية المشروع الوطني عندما كنا نتحرك على الساحة يومها بحماس منقطع النظير من منطلق ان هذا المشروع الوطني سوف يجعل البحرين أفضل، والبحرين يومها كانت بخير وأفضل من اليوم بألف مرة ومع ذلك مضينا في طريقنا حتى جاءت لحظة فوجئنا بأن من وقفنا معهم ودافعنا عنهم ورسخنا الثوابت الوطنية من أجلهم ومقابل ذلك وضع بعض المسؤولين أوراقهم كلها في سلة الوفاق على حسابنا ومازال أثر هذا الجرح في النفوس، هذه الدعوة الدمرة اليوم مجرد لعبة يلعبها هؤلاء في الوقت الضائع للمتاجرة بالقضية، فالقضية عند هؤلاء المتاجرين هي الوقوف مع الانقلاب على الدولة، وإذا فشل سوف يتحول لوسيط يطرح المبادرات، خلاص فهمنا مضمون دعوة هذا الكاتب ونذكره بالمقولة مرة ثالثة، لا عودة للوراء ولا تراجع عن تطبيق القانون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .