العدد 2840
الأحد 24 يوليو 2016
banner
مدرسة الصحراء
الأحد 24 يوليو 2016

الصحراء مدرسة الصبر وأدواتها وقوانينها يدركها الخليجيون قبل غيرهم من الشعوب بحكم علوم الصحراء التي هي أعظم مدرسة في بناء الأمم إذا ما توفرت الإرادة والقيادة، وما أشد حاجتنا اليوم للعودة لحكم ونهج قيادتنا الخليجية التي وضعت أسس بناء الدولة منذ عقود في مواجهة موجة إتلاف الدول والمتغيرات الدراماتيكية التي تحركها من الخارج الماكينة الغربية وتهدف لنشر الفوضى الإقليمية من حولنا استعداداً لتغيير الخريطة السياسية للدول كما يحدث كل مئة سنة.
هناك مقولة للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله “لقد علمتنا الصحراء أن نصبر طويلاً حتى ينبت الخير”، نعم هذا ما نتعلمه اليوم من سمو رئيس وزرائنا حفظه الله ورعاه وهذا ما تعلمناه من خادم الحرمين الشريفين الراحل عبدالله بن عبدالعزيز عليه رحمة الله وهذا ما نتعلمه كل يوم من التجارب والأحداث في أهمية وضرورة صيانة البيت الداخلي وتعزيز الأمن والاستقرار في عالم يموج بالعواصف والزلازل من أجل تغيير الخرائط كل بضعة عقود من قبل الإله الغربي الذي يرى العالم ملكه ولا أحقية للأمم والشعوب إلا من خلال ما ينعم به علينا من رضى.
هل تصدقون أن ما حدث في تركيا جاء صدفة؟ إنه واحد من الأحداث التي تطبخ للمنطقة والعالم، هل تصدقون أن ما يجري في العراق تحت مسمى تحرير الفلوجة  من داعش هو فعلاً تحرير لهذه المنطقة؟ من المغفل الكبير الذي لم يعرف حتى الآن ماذا حدث في الفلوجة؟ لقد خرجت داعش من الفلوجة بعد أن دخلتها بخطة محكمة حتى يتم أمام الكاميرات تحريرها من داعش ليحتلها جيش الحشد الشعبي الإيراني، لأن الفلوجة التي تشبه المحرق في عروبتها وقفت صامدة طوال الوقت ضد مخطط ولاية الفقيه هناك ولم يكن غزوها أمام العالم بجيش إيراني مقبولاً على الأقل من باب الخجل، فما السبيل إذاً سوى أن يحتلها داعش ثم يتم تحريرها الصوري لتصبح قاعدة للحشد الشعبي وتتم تصفية الوجود العربي السني فيها.
هل تصدقون أولئك الذين يقولون لكم إن العلاقات التاريخية والاستراتيجية بيننا وبين الدول الكبرى مثل أميركا وبريطانيا التي نحتفل من خلالها ونلتقط الصور سوف تحمينا وتدافع عنا؟ بذمتكم هل نسيتم ما جرى أثناء محنة احتلال الدوار والانقلاب الفاشل على الدولة وفي خضم نشوة البعض بالنصر وقرب سقوط النظام كما توهموا ماذا كان موقف هذه الدول سوى الصمت بل والتواطؤ المكشوف من خلال إعلامهم وتصريحاتهم التي فجرت مرارتنا ومازالت آثارها في نفوسنا، ولو تكرر السيناريو لا قدر الله فسوف يتكرر موقف هذه الدول ذات العلاقة التاريخية معنا.
هل تصدقون أن هناك من يريد لنا الخير في كل من يدخل علينا ويطرح نفسه وسيطاً لحل بيننا وكأننا في حرب أهلية؟ هؤلاء الذين يصرحون كل يوم من سفراء غربيين ووزراء ومسؤولين في الآلة الجهنمية الغربية هؤلاء يغذون الفتن ويثيرون الاحتقان في مجتمعاتنا ولكن البعض منا وخصوصا في اعلامنا المحلي بعض من المنافقين يصدقون أن هؤلاء يحبون الخير لنا.
إن الخير الذي ننتظره لدولنا وشعوبنا الخليجية لا يأتي الا من قوتنا وصبرنا ومدرسة الصحراء التي قال عنها الشيخ زايد بالأمس “علينا أن نتعلم الصبر ونواصل مسيرة البناء حتى نحقق الخير لوطننا”، لقد قال زايد رحمه الله هذه العبارة في وقت كانت فيه الظروف غاية في القسوة على الدولة هناك، وانظروا اليوم حال هذه الدولة وما تنعم فيه من خير الله يحفظه عليهم ويديمه.
واليوم في خضم هذه الزلازل التي ضربت دولا كبيرة وعريقة وحضارية مثل العراق وسوريا وتركيا وغيرها، علينا أن نقرأ ونتأمل ونستنبط ما وراء الحجاب عبر رؤية رئيس وزرائنا خليفة بن سلمان رعاه الله حين قال “لا يمكن الركض قبل أن نتعلم المشي” وهو الذي قال “طموحاتي من أجل الوطن بلا حدود، والتحدي الذي أحبه هو مواجهة الصعاب في سبيل الوطن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .