العدد 2838
الجمعة 22 يوليو 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
“تصفية جمعية الوفاق كشفت أقنعة النفاق”
الجمعة 22 يوليو 2016



من خلال تصفية جمعية الوفاق تكشفت لدينا الكثير من الحقائق، منها من الذي يقف معنا، ومن الذي يقف مع الوفاق من أفراد وجمعيات، بل ودول، رغم آلاف الشواهد على الدور التخريبي لهذه الجمعية، فإن كان هؤلاء “وفاق”، فمساندة أولئك لهم على حساب دمائنا والوطن نفاق، تصفية جمعية الوفاق كشفت أقنعة النفاق، واليوم ماذا بعد تصفيتها؟ هل سننتظر “وفاق” آخر؟!
إنشاء أية جمعية سياسية يجب أن يكون طبقاً لأحكام القانون، ومن أراد المشاركة في الحياة السياسية يجب أن يلتزم بضوابط ومبادئ مشروعة موحدة، وثوابت وطنية مشتركة بعيدا عن أية أغراض دينية أو طائفية، واستغلال المنبر الديني ترويجاً لمبادئه.
الحكم بحل جمعية الوفاق جاء حكماً عادلا منتظراً بعد أن ارتكبت مخالفات جسيمة لأحكام دستور مملكة البحرين، لم تكن داعما للسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، لقد طعنت في تصاريحها شرعية دستور المملكة، محرضة على العنف محفزة على كراهية نظام الحكم، والدعوة إلى إسقاطه وإهانة القضاء والسلطة التنفيذية، وفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية، لقد انحرفت في ممارسة نشاطاتها، تحريض، عنف، واعتصامات تسببت في إحداث فتنة طائفية في البلاد، لم تحترم المكانة التي يتعين أن تحظى بها في ظل قانون الجمعيات السياسية في البحرين، ولم تقدر عطاء الدولة المستمر لها رغم تجاوزاتها.
قرار حل جمعية الوفاق وسحب جنسية عيسى قاسم وإحالة قضيته إلى المحكمة تؤكد أننا أمام دولة قانون، تقف بالمرصاد في مواجهة كل من يسعى لشق الصف وتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، وخلق بيئة طائفية متطرفة دون مراعاة أية ضوابط قانونية، متخطياً الأعراف التي استقر عليها مجتمع البحرين.
ومن يدعي أن مملكة البحرين تحارب الدين بمحاكماتها متبني الثيوقراطية أمثال عيسى قاسم نقول ..كان حرياً بأصحاب هذا القول أن يجعلوا من الإسلام الأصل، بدل القول إن محاكمة أمثال عيسى قاسم محاربة للإسلام، فالحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف رجاله، وهذا الكلام مما ينقل عن علي رضي الله عنه، فالحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، فما الذي جعل محاكمة عيسى قاسم مقياساً لمحاربة الدين؟!
من يريد أن يعيش في مأمن معززاً مكرماً عليه صون المملكة وأمنها واحترام كل أطيافها بدل نشر الفرقة والتحريض على العنف وتدمير المنجزات خدمة للمصالح الأجنبية، من يريد أن يُحترم عليه أن يحترم الحقوق والواجبات ويعمل من أجل نهضة ونماء الوطن بالحب والعطاء والمثابرة، وإلا فليترقب عواقب شر أعماله، فلا أحد فوق القانون أو خارج إطار المساءلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية