العدد 2837
الخميس 21 يوليو 2016
banner
القلق على الإرهابيين.. “البوكيمون” الذي تبحث عنه أميركا!
الخميس 21 يوليو 2016

حالة مرضية لا شك أن وراءها عقدة نفسية، ما من أحد غير المحللين النفسيين قادر على معرفتها، فالأميركان لا يعرفون غير القلق بكل أشكاله، وآخر الصورة الهزيلة للقلق الأميركي ما قاله السفير الأميركي لدى البحرين وليام روباك للزميلة “الأيام”: (إن القلق الذي عبرت عنه أميركا ازاء اجراءات سحب الجنسية يأتي من منطلق إيمان بلاده بحق الفرد بالحصول على فرصة الطعن بالقرار قضائيا بمنأى عن توجهات المواطن السياسية).
ما قصة هذا القلق والإفراط فيه عند الوجدان الدولي، لقد أصبح القلق جزءا من التراث الأميركي والسلعة الرئيسية في أروقة الامم المتحدة وبدون ضريبة. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ينام ويصحو على القلق حتى اصبح زعيم القلقين ومن الطراز الأول، والولايات المتحدة الأميركية تزيد الانتاج العالمي من القلق حينما تتم محاكمة الإرهابيين والعملاء وإسقاط الجنسية عنهم حفاظا على الأمن والاستقرار. يبدو أن الذخيرة المتجمعة للولايات المتحدة من فيض إنتاج الأمم المتحدة هي “القلق”، فكل سفير أميركي في الخليج لابد أن ينقل قلق الساسة الأميركان وعلى رأسهم الرئيس أوباما كشرط مسبق للحديث في لقاء صحافي أم تلفزيوني، فالقلق أكبر حدث في كلام  كل السفراء الأميركيين في الخليج وكأنهم يملكون الحق في تقرير مصير الشعوب ووحدهم الذين يعرفون الخير والشر.
يا سيد وليام روباك.. إجراءات سحب الجنسية عن الإرهابيين والعملاء تعبر عن  قرار سيادي بحريني صادر عن القضاء البحريني الذي تتوافر فيه جميع مقومات ومعايير العدالة والنزاهة والشفافية والاستقلالية، في البحرين لاأاحد يفلت من العقاب كما يكذبون ويرسلون إليكم المناشير، نحن بلد المؤسسات والقانون وكل من ثبت تورطه في أية جريمة يقدم للمحاكمة دون النظر الى منصبه ووضعه الاجتماعي، كما أن حليفتكم بريطانيا قامت بمصادرة جوازات مواطنيها الإرهابيين ومنح الحكومة صلاحية أكبر في مجال تقييد سفر الأفراد الذين ينون المشاركة في معسكرات إرهابية، فهل عبرت الولايات المتحدة عن قلقها وثرثرت عن نتائج سلبية للقرار البريطاني؟ لماذا لا يصدر القلق الاميركي الا وقت محاكمة قادة الانقلاب والعمالة ومن يريد سيادة جو الإرهاب، وتتوقف تصريحاتكم وأنفاسكم عندما تحدث تفجيرات وتزهق ارواح بريئة. عندما يتم احباط مخططات ايرانية عدوانية في البحرين فإن المسؤولية التاريخية الأميركية تنحصر في زاوية واحدة فقط وهي “القلق”، القلق على مصير الإرهابيين والمتورطين ولا شيء غير ذلك، اذ ينشط العمل السياسي والحقوقي المزيف لضمان عدم المساس بالإرهابيين والقتلة والمتآمرين على أمن البحرين والدفاع عنهم.
هذه الحقيقة البارزة هي من حقائق عصرنا، “القلق” على الإرهابيين والعملاء والوقوف معهم ومساندتهم في مختلف المراحل والظروف، القلق على من باعوا أوطانهم للشيطان وهانت عليهم أنفسهم واستمروا في الخنوع والخذلان، وضحوا بكل القيم المثالية في سبيل ماديات حقيرة، دفع ثمنها وطننا العربي وخليجنا غاليا. همزة الوصل بين الإرهابيين والولايات المتحدة القلق الذي يكتب سطوره السفراء الأميركان ويعلقونه في رقابهم مثل “اليامعه”، ولو كان القلق افتراضيا لبحثوا عنه مثل البوكيمون!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية