العدد 2835
الثلاثاء 19 يوليو 2016
banner
المؤامرات لا تنظر من خرم الإبرة بل ترى بالعين المجردة
الثلاثاء 19 يوليو 2016

الأخطار التي تهدد دولنا الخليجية تسير في مختلف الاتجاهات، واستنادا إلى الواقع، هناك جهات خارجية تريد لنا قدرا مأساويا وانفجارات داخل المجتمع كما حدث في العراق الشقيق الذي عملوا في البدء على تفكيك ترسانته العسكرية ثم سلموه للنظام الإيراني وهاهم يعملون بكل خبث لمسح الإرث الطويل لهذا البلد الشقيق الذي تحول إلى خنادق بسبب الأيدي التابعة والعميلة.
سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه قال خلال استقباله بقصر القضيبية يوم الأحد الماضي عددا من كبار المسؤولين والنخب الفكرية والصحافية والاقتصادية وعددا من السفراء (إن استمرار المؤامرات وتنوع أدواتها، يؤكد أنه لا بديل عن اتحادنا الذي يقوي من عزيمتنا وقدرتنا على الحفاظ على دولنا وتحقيق تطلعات شعوبنا نحو المستقبل الأفضل)، وأضاف سموه: (إن ما تمر به الأمة العربية والاسلامية اليوم من أوضاع أمر مؤلم، وما يجري حولنا من أحداث سبق أن حذرنا منه تكرارًا، وعلينا أن نستلهم العبر والدروس مما يجري من حولنا، وأن نكون أكثر حذرا وسعيا إلى تحقيق ما نتطلع إليه من مستقبل مزدهر في الحاضر والمستقبل).
المؤامرات التي تحاك ضد دول الخليج والأمة العربية والإسلامية لا تنظر من خرم الإبرة ولا بالعدسات المكبرة، بل ترى بالعين المجردة وعن كثب. تضاف الى ذلك عوامل أخرى على رأسها التسهيلات التي يحصل عليها العملاء ومن جعل من نفسه أداة للهدم من قبل القوى المتربصة أو كما نطلق عليهم الدول العظمى. المؤامرة موجهة على وجه الخصوص إلى أوطاننا ولا نريد الانتظار الى حدود التأزم ثم الانفجار، فكلهم - من يدعي الصداقة - يريدون أن نعيش تحت الكابوس الخانق وكثيرة هي الأدلة التي تثبت تورط “الأصدقاء” في التدخل في شؤون دولنا، لقد بدأ النشاط بما أسموه الربيع العربي بحجة الازدهار المزعوم والسعادة السريعة للشعوب، مصطلحات توضح اشكالا رفيعة من استهداف الدول العربية والخليجية مصدرها معاقل الرجعية والاستخبارات المعروفة بتدمير المجتمعات وتمزيقها شر تمزيق. أطراف متلونة تأتي على شكل “سفارات وجنرالات وشخصيات سياسية” تعطينا كلاما اليوم وفي الغد يتبعون برنامجا جديدا يتناسب مع الصيغ المطروحة للمؤامرة، فإذا كان الشر منسوبا على الدوام إلى الشيطان فهذه الجهات “الصديقة” هي الشيطان بعينه ومواقفهم تعكس اشد المؤامرات خطرا على دولنا.
أكثر ما يضحكني هو عندما يتحدث الصهاينة والأميركان عن كلمة “السلم” في معظم المحادثات التي تجمعهم مع الفلسطينيين، أو مع أية منظمة دولية. فجميع الرؤساء الصهاينة  والأميركان يتمسكون بكلمة السلم بكل وقاحة ويعتبرون أنفسهم من دعاة السلم، أما إيران وفسادها في الأرض فيحتاج الى وقت طويل، ما أريد أن اصل إليه وإذا أردنا التحدث من وجهة نظر علمية لا عاطفية، الغرب لا يريد لنا الاتحاد ولا التعاون ولا الأمن والاستقرار، بل يريدون لنا التجزئة لأن التجزئة من صنع القوى المعادية للعرب والإسلام. فمتى ندرك تمام الإدراك الأخطار العديدة التي تهدد شعوب الخليج ونعلن اتحادنا، فمعركتنا معهم تتطلب أن نكون جبهة واحدة ومتحدة، الاتحاد سيكون دعامة وقوة لنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية