العدد 2833
الأحد 17 يوليو 2016
banner
اسم البحرين وحده يكفي
الأحد 17 يوليو 2016

هل تعلمون لماذا صرنا في السنوات الأخيرة نخسر؟ لأننا ببساطة أهملنا اسم البحرين واكتفينا بالمظاهر حتى فوجئنا بأنه سبقنا الآخرون، لست ممن يحبون جلد الذات ولكن لابد من قرع الجرس، وحتى تعلموا لماذا؟ تعالوا نقرأ معاً التقرير التالي.
بصرف النظر عن المقارنة بين دخل السياحة في دبي ودخل السياحة في البحرين لكن ما لفت نظري قبل أيام تقرير قرأته صادر بحسب ما نشر عن “مسؤول رفيع” بمجلس التنمية الاقتصادية بأن إيرادات قطاع السياحة في البحرين بلغت 1.5 مليار دينار، تذكروا دينار وليس دولارا، ويشكل ذلك بحسب كبير الاقتصاديين بمجلس التنمية الاقتصادية يارمو كوتيلين 12 % من إجمالي الناتج المحلي.
ما أذهلني في الموضوع عدة نقاط أولها، كيف يكون هذا القطاع الذي برغم كل ما قيل عنه من قبل قد جلب للدولة 12 % من إيرادها المحلي في الوقت الذي أصبح فيه هذا القطاع وليد إدارة ملحقة بوزارة ورغم السنوات الطويلة التي انقضت على هذا القطاع ورغم أهميته القصوى، لا وجود للاستراتيجية الواضحة التي تقوم على وجود خطة متكاملة قائمة على التحفيز.
بالعودة لدخل السياحة في دبي في العام 2012 ورد في تقرير السياحة هناك أن دخل دبي من السياحة بلغ 10 مليارات دولار، تذكروا دولار وليس دينارا بحرينيا، تقريباً، هنا نتحدث عن دبي في العام 2012 ومع ذلك يبدو رقم البحرين الذي ذكره مسؤول التنمية الاقتصادية وهو 1.5 مليار دينار يشكل رقماً لا بأس به بل، يطرح سؤالاً ملحاً.
إذا كان دخل السياحة بمثل هذا الحجم في ظل وجود إدارة ملحقة بوزارة التجارة، ومن قبل بوزارة الإعلام، وقبلها بوزارة الثقافة، ولا نعلم بأية وزارة ستلحق مستقبلاً، وفي ظل عدم وجود جهاز سياحي متطور وبغياب الاستراتيجية والخطط الداعمة ومن غير رؤية تقر بأهمية قطاع السياحة، وفوق كل ذلك وبوجود جزيرة سياحية كالبحرين لا مثيل للإمكانيات فيها، لو فقط قررت الدولة الاستفادة من هذا القطاع لوجدنا أنفسنا قد سبقنا كل التوقعات، كل العوامل والعناصر والإمكانيات الطبيعية والانفتاح والتاريخ والحضارة والتجربة وأهم من ذلك اسم البحرين وحده يكفي لتسويق السياحة ولكن للأسف الشديد لم نستفد أبدا من هذا الاسم.
حقيقة لابد أن نعترف بها، لقد أُبعد كل من له علاقة بالسياحة عن مواقع السياحة، والمأساة وضعت السياحة طوال السنوات المنصرمة بيد كل من لا علاقة له بالسياحة من قريب أو بعيد، غير بعض الاستثناءات، فلو استعرضنا الوزراء ووكلاء الوزراء والمدراء العامين والأدنى ممن تولوا مسؤولية السياحة لوجدنا ان ليس من بين هؤلاء من ساهم أو دعم أو حتى كان له دور خلال هذه السنوات في إيجاد استرايجية محددة نسير عليها كما هي لدى الدول السياحية والبحرين في مقدمة الدول السياحية لكن للأسف لا أعرف سبباً واحدا لإهمال قطاع السياحة.
إذا كان هذا القطاع بحسب تصريح مسؤول يورد لنا بدون استراتيجية وبدون خطة وبضربة حظ 1.5 مليار دولار فكم سيورد لنا من دخل لو بدأنا وضع السياحة في خانة القطاعات الفاعلة.
مشكلتنا في هذا البلد التي تتضاعف يوما بعد يوم، أننا بدأنا خلال العقود الماضية  بداية رائعة وكانت رؤيتنا للتنمية واضحة وحققنا منها كل المكاسب والانجازات التي ندين بها اليوم لتلك الحقبة، يوم تخلينا عن كل ذلك فقدنا القدرة على الرؤية، لقد كنا حقاً دولة سباقة وفوق رأس الهرم في المنقطة وحتى  في الشرق الأوسط، ومازلنا نملك القرار بأن نعود لمكانتنا السابقة سياحياً وتنموياً ومالياً وتجارياً، فقط ابحثوا عن الكفاءات أولاً وضعوا الخطط ثم قرروا بأن اسم البحرين وحده يكفي لإنجاح أية خطة أو مشروع أو رؤية، مازال بريق اسم البحرين يجذب فلا تهملوه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية