العدد 2833
الأحد 17 يوليو 2016
banner
الإرهاب الذي صنعتموه لنا أصبح سلعة تتداول في أوروبا
الأحد 17 يوليو 2016

لنذكر الرئيس الفرنسي هولاند بحقيقة تاريخية يجب أن يصل إلى جوفها قبل ان نقدم له أحر التعازي والمواساة بضحايا عملية الدهس الإرهابية من قبل شاحنة لحشد من الناس كانوا يشهدون احتفالات العيد الوطني لفرنسا في مدينة نيس وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين الأبرياء.
لقد احتضنت فرنسا بذرة الإرهاب الأولى في المنطقة حينما استضافت الخميني وهيأت له أرضها الصلبة للتواصل مع أتباعه ومن ثم أرجعته إلى طهران على متن طائرة “أير فرانس” نهاية السبعينات وفي حقيقة الأمر لم يكن وصول الخميني الى ايران انتصارا له بقدر ما كان انتصارا للغرب الذي أراد تفكيك الدول العربية بأشكال متعددة ووراء تبريرات حقيرة، مستخدمين الخميني الذي ابتدأ بمخطط التحرش بالعراق آنذاك ثم توالت جرائمه بتوجيهات منسجمة ومكتملة مع الاستخبارات الغربية حتى أعلن تصدير “ثورة الإرهاب” وشاركته بجدية بعض الأطراف العميلة والخائنة للعروبة عبر سلسلة من المشروعات.
فرنسا ربما مهدت الطريق لهذا النبت الشيطاني “الإرهاب” الذي تفتح زهرة بشكل سريع وعجيب في العالم العربي وانتقل بعد ذلك الى الدول الغربية بعد ان فتحت النوافذ ولم يعد أي شيء يحجز الأنفاس النتنة، فالمصدر إيران، وبمراجعة جذرية لكل الأعمال الإرهابية التي تحدث نكتشف وجود حقائق وصورة واضحة على تورط هذا النظام العنصري.. الذي يعمل في كل ما يضر البشرية، فهو الأرض التي يتحرك منها تنظيم “داعش” الإرهابي بتنوع الأساليب والوسائل والنقطة التي ينطلق منها أيضا حزب الشيطان اللبناني والمدرسة التي تخرج معدلات مرتفعة من الإرهابيين والعملاء، ويا سيد هولاند لقد ذكرت في كلمتك بعد عملية الدهس الإرهابية أن فرنسا ستزيد من تدخلها في سوريا والعراق وهل تعلم من يحتل العراق وسوريا؟
 قبل عدة أشهر أعلن  قاضي محكمة نيويورك الجزئية جورج دانيلز ان المرشد الأعلى للنظام الايراني علي خامنئي متهم بصفة شخصية في هجمات 11 سبتمبر بتمويل ومساعدة تنظيم القاعدة وأكد شاهد من “السي اي ايه” أن التعاون بين القاعدة وإيران وحزب الله بدأ بتفجير أبراج الخبر في العام 1996 وسفارتي أميركا في شرق أفريقيا عام 1998 واستهداف المدمرة الأميركية “يو اس اس كول” قبالة سواحل اليمن عام 2000. وهناك من يتحدث اليوم عن وجود علاقة بين مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عقد في فرنسا قبل أيام وبين عملية نيس، ولكن ما يجب ان تفهمه فرنسا ورئيسها، أنه لا يوجد شيء اسمه فرنسا كلها تحت تهديد الإرهاب الإسلامي حسب وصف أولاند، وإنما فرنسا والغرب عموما تحت تهديد السيف الذي صنعوه بأنفسهم وألبسوه اللبس المناسب لتقطيع اوصال الاسلام ومن ثم تحقيق الاهداف الاستيطانية. الإرهاب الذي صعنتموه لنا بأوضاعه ومضامينه وهياكله أصبح سلعة تتدوال في أوروبا وأميركا.
يا سيد أولاند ونحن نعزيك مرة ثانية، الواقع المأساوي الذي يعيشه العالم من الإرهاب ذو طقوس وعادات “غربية”، وللدين الإسلامي الحنيف الكمال الحقيقي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .