العدد 2831
الجمعة 15 يوليو 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
عنصرية أميركا... والمزيد من النقاط على الحروف
الجمعة 15 يوليو 2016

شهدت مدينة دالاس الأميركية مساء يوم 7 يوليو حادثا مروعا خلف مقتل خمسة من رجال الشرطة، وإصابة نحو 11 شخصا بجروح، إلى جانب مقتل مسلح اشتبك مع الشرطة وأخبرهم أنه يريد قتل البيض تحديدا وخصوصا رجال الشرطة منهم، فيما يبدو أنه رد فعل على مقتل مواطنين سود على يد رجال الشرطة.
وفي ظل تصاعد الصراعات العنصرية الداخلية والاضطرابات في المجتمع الأميركي، نشهد استمرار تسليط سيف منظمات حقوق الإنسان على المنطقة العربية “فقط” في حين أن منظمات حقوق الإنسان في أميركا وأوروبا لا حياة لمن تنادي إزاء ما تفعله الشرطة الأميركية في دالاس تجاه المتظاهرين السود.
يتشدقون بحقوق الإنسان ويدعون مراعاتهم الحقوق والحريات، بينما هم أول من ينتهكها ويعبث في مفاهيمها لتكون المحصلة عنفا لا يأبه بحقوق الأبرياء، أما ردود الأفعال فتنحصر في مناقشات وبيانات إدانة تستنكر انتهاكاتها دون مواقف موحدة حازمة تذكر.
تتكرر العنصرية في أميركا ضد السود وتستمر محاولات الإدارة الأميركية في إخفاء ملامحها عن العالم.
التفاعل الذي أفرزته الأحداث الأميركية الأخيرة من الجانب العربي تحديداً يؤكد حجم الكبت والقهر والظلم الذي تتعرض له شعوب المنطقة من الازدواجية الأميركية، تدخلات مستمرة في شؤوننا الداخلية تسعى لتقييد أبسط حقوقنا في حفظ أمننا ومصالحنا، والشروع في مناكفات وتصاريح استنكار لإلزامنا الصمت عن جرائم الإرهابيين العابثين بأمننا واستقرارنا بمزاعم إصلاحية تنشر الحرية والعدالة والمساواة، بينما تتقاعس عن تطبيقها على أراضيها.
رغم التقدم الديمقراطي والاجتماعي والعلمي لم تتمكن أميركا من اجتثاث العنصرية، ومواجهة التمييز الذي بات يشكل تهديداً على ديمقراطيتها وقيمها، لم تتمكن من السيطرة على الداخل، اضطرابات مستمرة وأعمال عنف وسط انشغالها بالسيطرة على الخارج، وفرض مثاليات من ورق وتصاريح رنانة تطالب بالاعتدال والإصلاح الغائب عن أراضيها، والذي كشف نواياها ووضع المزيد من النقاط على الحروف !
يجب عدم الالتزام بالصمت أمام عنصريتها المقيتة، والضغط على السلطات الأميركية لوقف الاعتداءات التي تمارسها تجاه المواطنين ورفض تجاوزاتها.
نعم نتدخل في شؤونها الداخلية ولكن ضد العنصرية، نتدخل رفضاً وقلقاً واستنكاراً لمحاولات الاعتداء الهمجي العنيف على متظاهرين يمارسون أبسط حقوقهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية