العدد 2829
الأربعاء 13 يوليو 2016
banner
إيران 2016... سوريا 2010 (2)
الأربعاء 13 يوليو 2016



ثمة من يقول إنّ ايران بحاجة إلى السيطرة على سوريا من أجل “حزب الله” في لبنان. ما هذا الإنجاز الذي اسمه “حزب الله” الذي لم يعمل سوى على إفقار اللبنانيين وتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية. كيف يمكن لإيران الاستفادة من منع حزب الله انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟
الواضح، أقلّه الى الآن، أن رئاسة الجمهورية اللبنانية ليست ورقة إيرانية. انتخاب رئيس للجمهورية همّ لبناني وليس همّاً اميركياً. وهذا ما لم تستطع ايران فهمه. لكنّ ذلك لم يمنعها من متابعة حربها على لبنان واللبنانيين والعمل على اثارة الغرائز المذهبية في بلد كان يمكن ان يكون نموذجاً للعيش المشترك في المنطقة.
باستثناء خدمة داعش في العراق وسوريا ولبنان، لم تفعل ايران شيئاً. بل ربّما فعلت شيئاً. أحيت إيران ما تسمّيه “يوم القدس” وذلك في سياق المزايدة التي تمارسها على العرب. مختصر اللعبة انّها خطفت فلسطين والفلسطينيين من اجل الاتجار بهم. كانت النتيجة ان إسرائيل تقضم يومياً جزءاً من القدس وذلك منذ اليوم الاوّل الذي أعلنت فيه ايران احياء “يوم القدس” في العام 1979.
لا تشبه ايران في هذه الأيّام سوى سوريا في العام 2010، أي قبل سنة من اندلاع الثورة فيها. هناك نظام ديكتاتوري مخابراتي بامتياز يسيطر على كلّ مرافق الحياة في البلد وهو نظام مكروه من الشعب الايراني. وهناك تحديات اثنية وعرقية فرضت قبل ايام تغيير رئيس الأركان بشخص ضابط مختص بالحرب على الأكراد هو محمّد حسين باقري. تنبّهت ايران أخيراً ان الورقة الكردية لا تخدمها، ووجدت نفسها في مركب واحد مع تركيا الساعية الى إعادة تموضعها إقليمياً ودولياً!
لم يعد سرّا انّ أموال الشعب الايراني تصرف على تنظيمات لا علاقة لها سوى بتخريب دول المنطقة أكان ذلك في العراق او سوريا او لبنان او البحرين او اليمن. ما الفائدة من صرف أموال على “حماس” في فلسطين غير خدمة المشروع الاستعماري الإسرائيلي القائم على الاحتلال؟
الفارق الوحيد مع سوريا ان ايران بدأت تتنبّه الى ان كلّ المناورات التي مارستها، بما في ذلك تلك المرتبطة بملفّها النووي لم تؤد الغرض المطلوب. في النهاية لا يمكن بناء دولة قويّة ذات دور إقليمي على اقتصاد هشّ، بل هشّ جدا، مرتبط بمشيئة اميركا وأسعار النفط والغاز.
قبل ايران، حاول الاتحاد السوفياتي، الذي امتلك الصواريخ العابرة للقارات والقنابل النووية، لعب هذا الدور. ماذا كانت النتيجة؟ اين الاتحاد السوفياتي بعظمته وجبروته وآيديولوجياته الساذجة؟
لا يوجد سبب يدفع الى الاعتقاد بأن مصير النظام في إيران سيكون افضل من النظام السوفياتي. السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه في المناسبة الى ايّ حد سيتمكن النظام الايراني من إلحاق خراب بدول المنطقة قبل ان يبلغ مصيره المحتوم؟. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .