العدد 2829
الأربعاء 13 يوليو 2016
banner
العالم حقاً بلا عقل ولا يخجل
الأربعاء 13 يوليو 2016

العالم بلا عقل ولا يخجل، هل تعلمون لماذا؟ لأن الذي يجري اليوم في أرجاء العالم لم يسبق له أن جرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فكل القيم والمعايير والأخلاقيات الدولية زالت وانكشف الوجه المزيف الذي بلا عقل من خلال ما نراه وما نسمعه وما نشاهده، ويكفي فقط انحدار الاتحاد الأوروبي لهذا المستوى الذي أهمل فيه كارثة فرار بريطانيا منه، وربما هي محقة  في ذلك وتخلصت منه، لينشغل هذا الاتحاد برمته بالبحرين التي تدافع عن أمنها، هذا ما يؤكد أن العالم حقاً لا يخجل وبلا عقل كي يصدق ويقبل ويحتمل مثل هذه الترهات.
العالم أصبح بلا ضمير، وبلا عقل، ولابد من التعامل معه بنفس المعايير، بل صار العالم لا يخجل حينما نرى دولا تدعي الحضارة والرقي والتقدم، مثل الاتحاد الأوروبي، الذي حقاً لا يخجل من نفسه حينما يتحدث عن البحرين وكأنها صارت إيران الظلامية ولا يذكر كلمة واحدة عن المواطنة البحرينية ضحية الإرهاب، العالم صار لا يخجل حينما يعترف رئيس وزراء بريطانيا السابق الدمر بجريمته في حق العراق العربي الذي من وراء تلك الجريمة أصبح ولاية ايرانية، ولا شعرة تهتز لهذا العالم الصامت المتفرج، طيب هذه هي الجريمة ماذا عن رد الحق؟ هل سيتحرك العالم ويعيد العراق إلى وجهه العربي الطبيعي؟
العالم أصبح لا يخجل حينما نرى دولا ومنظمات عالمية تدعي الحضارة والإنسانية وتدافع عن حقوق الانسان، تضع نفسها محل سخرية وهي تدافع عن مجنس إرهابي سحبت جنسيته في البحرين بسبب أعمال التحريض والدعوة للعنف وإسقاط النظام وتصمت عن إرهابي آخر مثل الدمر قاسم سليماني الذي يدعو علانية وأمام الرأي العام العالمي الصامت لسفك الدماء في البحرين الدولة الآمنة المسالمة، هل هذا العالم فعلاً بلا عقل ولا ضمير ولا يخجل؟
العالم فعلاً لا يخجل حينما يرى الملايين المشتتين من مشردي ولاجئي وضحايا النظام الإيراني ويرى ممثلي هذا الشعب المغلوب على أمره من وراء دكتاتورية  المعممين في طهران يعقدون مؤتمرهم العالمي في باريس ويفضحون فيه جرائم نظام طهران، هذا العالم لا تصدر منه كلمة واحدة للتعبير عن تضامنه مع هؤلاء، فيما نرى أولئك الزمرة من الأوروبيين العنصريين الحاقدين والمغيبين يسطرون البيانات العفنة المتكررة تضامناً مع حفنة خارجة على القانون في البحرين ولا يحركهم ملايين السوريين والعراقيين واليمنيين والإيرانيين ضحايا نظام الملالي العفن في طهران.
العالم فعلاً بلا عقل ولا يخجل حينما تبدو الأمور معكوسة ونرى العالم من حولنا يتآمر علينا ونرى البيانات تسطر ضدنا ونرى الدنيا قائمة علينا بسبب حفنة دمرة من الارهابيين الخارجين على القانون المقيمين في العواصم الأوروبية المنتهكة وفي ذات الوقت وزراؤنا المعنيون بالإعلام والدبلوماسية والقانونية وقد انشغلوا بحفلات توزيع الجوائز وتكريم الشخصيات وحضور الغبقات الرمضانية بل والأدهى التنكيت والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي؟
ما أعجز عن فهمه هو كيف مرت كل هذه السنوات علينا في البحرين ونحن نتحمل الارهاب والعنف وفوضى أثارتها حفنة من الخارجين على القانون؟ كيف قضينا كل السنوات الخمس عشرة الماضية من عمرنا ونحن تحت رحى حرب يومية طاحنة كبست على أنفاسنا وزرعت فينا التوتر والقلق والأمراض؟ كيف تسنى لنا العيش هذا الوقت كله في الفوضى والعالم يعيش بسعادة ورخاء ولا يحتمل يوما واحدا من الإخلال بالأمن، ولو خيل لفرد أو منظمة أو حزب أن يخل  بالنظام العام ساعة واحدة لدفع ثمن ذلك الاقصاء والنبذ والسجن والغرامة بعد محاكمة سريعة لا تعرف خلالها قانوناً للعفو ولا فسحة للتسامح ولكم في بريطانيا وأميركا وفرنسا نموذجاً لما يمكن أن تؤدي اليه الأعمال الخارجة على القانون.
فعلا العالم بلا عقل ولا يخجل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية