العدد 2826
الأحد 10 يوليو 2016
banner
هل أوقفت إيران مشروعها النووي حقا
الأحد 10 يوليو 2016

منذ الإعلان الأولي عن التوصل إلى اتفاق بين النظام الإيراني ومجموعة خمسة + واحد وعلى وفق معرفتي بطبيعة النظام الإيراني ومخادعاته، لم أتوقع شخصيا أن تنفذ إيران التزاماتها بشأن اقفال الملف النووي وإنما كانت تناور لرفع العقوبات عنها لتعاود تقليب صفحات هذا الملف بشكل سري أو خارج ضوابط واشتراطات الاتفاق، وتقول بعض مصادر الاستخبارات الاوروبية إن إيران انما كانت تخادع ولم تقفل هذا الملف، فقد نقلت بعض وسائل الاعلام الاوروبية والعربية أن وكالة الأمن والاستخبارات الداخلية الألمانية كشفت عن محاولات إيران الحثيثة للحصول على التقنية النووية بطرق غير شرعية في ألمانيا، حسب رالف يغر وزير الشؤون الداخلية لولاية نوردراين فستفالن، وذلك بالرغم من توقيع طهران الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، الذي يلزمها بالأنشطة النووية السلمية المحدودة بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وذكر موقع وكالة دويتش فيله للأنباء الناطق بالفارسية، أنه توجد في حوزة جهاز الأمن الألماني الداخلي معلومات مهمة تثبت أن إيران لا تزال تسعى بكل ما لديها من قوة للحصول على مواد وأدوات تمكنها من صنع رؤوس نووية وصواريخ حاملة لهذه الرؤوس. وبما أن ألمانيا لديها عدة شركات متخصصة في التقنيات المتطورة فإنها مغرية لطهران في هذا المجال.
ويأتي هذا التقرير الألماني في وقت لم يمضِ عام واحد على توقيع طهران الاتفاق النووي مع الدول الكبرى في يونيو 2015 ورفعت الولايات المتحدة وأوروبا العقوبات المفروضة على إيران، التي تعهدت بموجبه التخلي عن صنع أسلحة نووية.
محاولات إيران لم تتوقف وكانت الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي قد كشفت هي الأخرى في تقرير لها الاسبوع الماضي دون مراعاة البروتوكول الدبلوماسي عن محاولات إيران للحصول على التقنية النووية، يؤكد ذلك جهاز الأمن لولاية نوردراين فستفالن الألمانية.
وجاء في تقرير الوكالة لعام 2015 الذي نشره وزير الداخلية الألماني في 28 يونيو 2016، بالرغم من أن إيران وافقت على الحد من برنامجها النووي وخضوعه للإشراف، إلا أنها مستمرة في السعي الحثيث من الناحية الكمية للحصول على التقنية المستخدمة في مجال إنتاج أسلحة الدمار الشامل.
وأكد التقرير الذي نشر يوم الاثنين في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية نوردراين فستفالن الألمانية ما جاء في تقرير نشرته الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي الألماني الأسبوع الماضي.
وذكر تقرير دوسلدورف أن ثلثي المحاولات المبذولة التي كشفت عنها وكالة الأمن الداخلي الألماني، والتي تبلغ 90 محاولة من 141 محاولة لعام 2015 بهدف شراء تقنية نووية تستخدم في مجال إنتاج الرؤوس النووية والصواريخ الحاملة لها كانت تمارس من قبل إيران.
وبالرغم من المحاولات الإيرانية لشراء تقنية ومواد مرتبطة ببرنامجها النووي إلا أن الأمن الألماني أكد أنه تمكن من إحباط 90 بالمئة من هذه المحاولات نتيجة تعاون الشركات الأمنية مع الوكالة الاتحادية الألمانية للأمن الداخلي.
بالرغم من تأكيدات التقرير حول إفشال المحاولات الإيرانية إلا أن عضو لجنة السياسة الداخلية لمجلس النواب الألماني، آرمين شوستر، أكد مناقشة إعادة العقوبات على طهران من جديد في حال عدم التزامها الفعلي بالاتفاق النووي وبتأييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانتقد بوركهارد لیشكا - المتحدث باسم السياسة الداخلية لتكتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني - الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لشراء التقنيات النووية قائلا: شرط الاتفاق النووي أن يتعاون الإيرانيون بلا حدود وعدم تخصيب اليورانيوم لإنتاج السلاح النووي. نحن لسنا سذجا لذا نراقب لنرى هل تلتزم إيران بعهودها أم لا.
ترى ماذا يقول الرئيس الأميركي اوباما الذي وصف الاتفاق مع ايران بشأن ملفها القانوني بأنه انتصار تاريخي للسلام العالمي وهو يقرأ هذه المعلومات الصادرة عن مصدر حليف؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية