العدد 2826
الأحد 10 يوليو 2016
banner
دولة الولي الفقيه والخلافة.. وجهان لعملة واحدة
الأحد 10 يوليو 2016

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر رعاه الله، في كل مرة في مجلسه العامر يجري فيها الحديث وتبادل الرأي في حال الأمة، يقرع فيها سموه جرس الخطر محاولاً إيقاظ النائمين، مؤكداً خطورة الحالة التي تمر بها المنطقة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، وعلى ضرورة الانتباه والتركيز على الأخطار التي تهدد أمن دول مجلس التعاون وشعوبها وسط ما يجري اليوم في الدول العربية قاطبة، وخصوصا دول مجلس التعاون، تذكرت كل ذلك وأنا اقرأ وأسمع رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير يعتذر عما فعله بالعراق، تذكرت سمو رئيس الوزراء حينما حذر من ذلك حتى قبل أن يقع ولكن لم يستمع إليه أحد، صدقت يا بوعلي من يومها، لكن من يتعض؟
ها نحن نقف قبل أيام معدودة على تفجيرات عدة طالت الشقيقة المملكة العربية السعودية ومحاولة إرهابية كادت تطال الشقيقة الكويت، بالإضافة لتفجير طال البحرين وراحت ضحيته مواطنة آمنة كانت في طريقها لأسرتها مع أبنائها، هذه السلسلة من الأعمال لا تظنوا أنها مرت صدفة ومن غير تخطيط جهات ومنظمات تعمل لصالح دول، استيقظوا أرجوكم، ليست تلك التدبيرات الإرهابية المتزامنة في البحرين والكويت والسعودية وحتى في العراق، فهي أيضاً مدبرة من قبل دول لتوسيع رقعة الاحتراب بين المذاهب هناك وإفراغ الساحة للنظام الإيراني المستفيد الوحيد من كل ما يجري في المنطقة.
 هل تذكرون قبل أيام معدودة جداً أعلنت إيران اكتشاف شبكة إرهابية تعد لأعمال ارهابية داخل ايران ولم تذكر من هي الشبكة؟ ولا أين افرادها؟ ومن أين جاءت؟ وما هي انتماءاتهم؟ بعد هذا الإعلان بدأت سلسلة الأعمال الاهابية في العراق والسعودية والكويت والبحرين، أرجوكم اربطوا الأحداث وحللوها وافهموا ما يجري في المنطقة؟ ولماذا توسعت دائرة هذه الأعمال بعد توقيع  الاتفاق النووي الايراني؟ الذي يفترض بالعكس، أن يسهم في تأمين سلامة المنطقة وليس جرها لدائرة الارهاب بأقصى درجة.
ليس أمام دول مجلس التعاون أي مفر وسط بركان التحديات الحاضرة إلا بالاتحاد، أو على الأقل التنسيق الكامل والفوري، فمن يتابع اليوم دعم الحوثيين والتهديد بتحويل اليمن لحربة إيرانية في خاصرة المملكة العربية السعودية وبالتالي الزحف على دول المجلس من بوابة الإرهاب ما هو إلا مؤشر على خطورة الاوضاع.
مشكلة بعض الدول في المنطقة  للأسف تزايد على رجال الدين في التشدد الذي تبديه وهي تحاول كسب ود المتشددين في الوقت الذي تشكو فيه اطراف في السلطة من تزايد نفوذ الدين السياسي الذي لم يعد يخفي أجندته في اقامة دولة الولي الفقيه، أو دولة الخلافة الاسلامية، سيان، فهما وجهان لعملة واحدة، وإن تعددت الأسماء، هذه الأجندة التي يخفيها اصحاب الدعوتين يقف وراءها اليوم مصدر واحد، هو عدو دول مجلس التعاون، وعدو الاستقرار في الدول العربية عموماً من مصر للمغرب للرياض والمنامة، فهم في البداية يغازلون الحكومات ويبدون الولاء ومن ثم عندما يتمكنون من حشد الشوارع ينقلبون على هذه الدولة، وعلينا ان نثق تمام الثقة في أن الاسلام السياسي لم يعد يؤمن بالدين كدين بل هو سياسة تقوم على قضم الدولة المدنية بالأجزاء حيث يتسللون الى المراكز الحساسة وغير الحساسة ويستقطبون المسؤولين ويعكفون على تنظيم صفوفهم داخل مؤسسات الدولة لليوم الموعود الذي يقفزون فيه على السلطة، هذا هو باختصار الهدف النهائي للإسلام السياسي ألخصه في هذه السطور المعدودة.
هل يعقل بعد كل ما مرت به الدول العربية من تجارب مريرة مع تيارات وتنظيمات الإخوان والطالبانيين والحوثيين وداعش والظواهريين وغيرهم ألا تتعض مما يدور حولها؟ وهل لديها شك في ان الذين يبدون اليوم إيمانهم بالديمقراطية ويشاركون في الانتخابات ويدخلون البرلمانات ويحتلون المناصب الحكومية ولكنهم عندما يتحدثون الى بعضهم يسخرون من الديمقراطية ومن يلعب بها وهم مستعدون للانقلاب عليها بعد أربع وعشرين ساعة إذا ما توفرت لهم الظروف الموضوعية وحدث ذلك من قبل في كل من الجزائر والسودان ورأينا نتيجة ذلك وتداعيات الديمقراطية التي إنجبتهم ومن ثم انقلبوا عليها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية