العدد 2825
السبت 09 يوليو 2016
banner
مجزرة الكرادة أصابع وشبهات
السبت 09 يوليو 2016

أثارت وقائع مجزرة الكرادة الكثير من تساؤلات الرأي العام العراقي والكثير من الشبهات والشكوك والاتهامات مع دفق المعلومات والوقائع التي لم نجد لها تفسيرا حتى الآن، منها كيفية احتراق طوابق مبنى مجمع الليث وما هي المادة التي استخدمت لإحراقه بمن فيه، وهل هي السي فور أم النابالم، فالسيفور له مصدر ولا يمتلكه الا الجيش العراقي، والنابالم وهو مادة شديدة الاحراق ويوجد منها فقط في مخازن روسيا وأميركا وباكستان، وربما باعتها باكستان لإيران بحسب تهميشات بعض نشطاء الميديا الاجتماعية، ومن ينظر الى مشهد الحريق الذي أتى على البنايات المتقابلة في الشارع المستهدف يستغرب كيف احرقت حتى الطوابق العليا فيها وكم هو حجم ونوع المادة المستخدمة في الإحراق وكيف تمكنت الشاحنة التي قال وزير الداخلية انها اتت من ديالى اجتياز كل مفارز التفتيش من ديالى الى بغداد وصولا الى الكرادة، وهل كان السائق يحمل تصريحا يبين انه ينتمي الى جهة حكومية او ميليشيا من ميليشيات الساحة وهو ما اثاره تسريب صدري المصدر من أن مرتكب المجزرة ينتمي الى ميليشيا أبوالفضل العباس وهي ميليشيا تابعة للمخابرات الايرانية ومنضوية تحت لافتة الحشد الشعبي، ومع ذلك هناك سؤال منطقي هو ما الهدف من استهداف هذه الميليشيا منطقة الكرادة وارتكاب مجزرة بهذا الحجم وخصوصا ان اغلب سكان الكرادة هم من الشيعة وهوية ميليشيا ابوالفضل تقول انها شيعية وإن كان هذا الاعتبار الطائفي لا قيمة له في الاستهدافات السياسية، لكننا نورد هنا اضاءة ولو بسيطة علها تنير زاوية وتجيب على بعض الاسئلة وإن كانت تطرح اسئلة من نوع آخر، وعدد الجثث المتفحمة يكشف ان التفجير كان للإحراق بالمواد الكيماوية وليس للتدمير والمستهدف بهذا النوع من التفجيرات هم البشر، ويعزز هذا القول ان الشاحنة التي جرى تفجيرها لم تترك اي اثر تحتها من حفرة او اخدود او شيء من هذا القبيل وهو ما يعني انها نشرت اكبر حجم من المادة الحارقة تلك من حولها وربما كانت صهريجا يحوي تلك المادة وهو ما لم تكشفه العلومات المتداولة حتى الآن، والآن هناك تساؤل مهم جدا بفرعين احدهما حول تبني داعش عملية التفجير وما إذا كان هذا التبني صحيحا، وهل يملك تنظيم داعش مواد كيماوية بهذه الفاعلية المرعبة، وإذا لم تكن داعش فمن هو المستفيد من هذا التفجير الآن، الاستفادة تكشف هوية الفاعل، ويمضي البعض الى تصور وجود اصابع ايرانية في الموضوع ذلك ان ايران ضالعة في حفر وتعميق وتفجير الصراع الطائفي في العراق كما هو حالها في سوريا ولبنان واليمن، وما يعزز هذا القول ان الميليشيات الايرانية استغلت اجواء الكدر والرعب التي خلقتها مجزرة الكرادة لتقوم بقصف مخيم ليبرتي الذي يستوطنه اللاجئون الايرانيون وعدد من المناطق القريبة من المخيم والقرية العراقية لإثارة المواطنين ضد سكان المخيم الذين يمنع للأسبوع الثاني عنهم الطعام والوقود والتيار الكهربائي والدواء.
وهذه الجريمة هي الأخرى تطرح أسئلتها الخاصة بكيفية وصول الشاحنة الى عكركوف ومن أين اتت ومن تواطأ في ايصالها وعدم تفتيشها والتغطية عليها، ونحن نعرف ان استهداف المخيم بالصواريخ تكرر عدة مرات والمستفيد من قصفه هو النظام الايراني.
وثمة أسئلة كثيرة فرعية وشبهات تراود اذهان البعض بشأن مجزرة الكرادة منها ان بعض المواطنين في مكان التفجير اتصلوا بذويهم بعد التفجير وأخبروهم بسلامتهم وبعد ذلك اختفوا أو وجدوا جثثا محترقة ويتهم البعض سيارات اسعاف مجهولة قامت باختطافهم، وهذه الاسئلة لابد ان تطرحها اية لجنة تقوم بالتحقيق بنزاهة وجدية، ونحن نعرف ان آلية تشكيل اللجان واللجان ذاتها يراد منها طمر القضية المطلوب الاجابة عن اسئلتها.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية