العدد 2825
السبت 09 يوليو 2016
banner
رؤية مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
تفجير المدينة... وخوارج العصر
السبت 09 يوليو 2016

أثناء تناول رجال الأمن إفطار رمضان، قام انتحاري بتفجير نفسه في عملية إرهابية ضمن ثلاث عمليات متزامنة خلال 24 ساعة، شملت مدينة القطيف، ومدينة جدة، أدت إلى استشهاد 4 من رجال قوات الطوارئ في المدينة المنورة وإصابة 5 آخرين.

أعمال إرهابية لم تراعِ حرمة المكان والزمان، عناصر دفعها فكرها الضال لقتل الأبرياء.
هجمات تحمل بصمات تنظيم داعش الإرهابي، إنهم خوارج العصر المنحرفون عن المنهج النبوي، يكفرون بالظن والشّبهات، ويستبيحون الدماء، يجب محاربتهم قبل اتساعهم واستمرارهم في تضليل أبنائنا، فهم يستغوون صغار السن، الذين يغلب عليهم الحماس وقصر النظر والإدراك، ليقعوا بسبب طيشهم ضحية بين أيادي ناحرهم، وقد لا يخلصهم منها غير الموت.
للأسف لا تزال التنظيمات الإرهابية تعيث في أراضينا فساداً من خلال برمجة عقول الناشئة، في مقابل غياب الخطط والاستراتيجيات الموحدة والفعالة لمواجهتها.
لا ينبغي التهويل من شأن التفجير في ذاته رغم خطورته على حساب مناقشة جذور المشكلة، ففي التاريخ شواهد كقتل عمر رضي الله عنه في المسجد، وكذلك علي رضي الله عنه، وقذف الحجاج بن يوسف الثقفي مكة بالمنجنيقات.. إلخ، كشأن بقية العمليات الإرهابية، الأمر في غالبه يقتصر على الشجب والإدانة، بل رأينا هناك من ينكر على البعض تأخره عن الشجب، وكأن هذا الأمر في ذاته غاية.
سيبقى السؤال الذي يفرض نفسه مع متابعة الأحداث والتطورات في المنطقة.. لماذا إيران وإسرائيل في مأمن؟!
منذ نشأة داعش لم تضرب إيران أو إسرائيل، تركتهما في أمن رغم قدرتها على ترويعهما وتحويل أراضيهما لبرك من الدماء!
الكلام أول سلم العمل، والمفروض أننا تخطينا هذه المرحلة منذ زمن، فعلينا مصارحة أنفسنا بأسباب المشكلة بدلا من اللف والدوران حول الأسباب الحقيقة.
غياب أو تغييب الرؤية الواقعية لحل هذه المشكلة وتغليب المصالح الخاصة سيفضي في النهاية إلى وصول هذا الأمر إلى مجرد جداول تُذكر في الكتب والصحف والإعلام عن تفاصيل هذه العمليات وعدد ضحاياها.
لا نستطيع أن نهزم عدواً لا نعرفه، لذا يجب معرفة طريقة تفكير الآخر لإبطال سحره ومفعوله إن أردنا العيش في سلام.
أما الرد على من يزعم أن التفجير سيسبب إحراجاً للمملكة العربية السعودية وأنها عاجزة عن أمن الأماكن المقدسة، يأتي من خلال استعراض مواقف وصور وتضحيات مشهودة وجهود جبارة لسلطاتها التي لطالما سعت لتوفير كل سبل الراحة والأمن إلى قاصديها، في حين أن دولا تتقدمنا بمراحل وقفت عاجزة عن حماية أمنها كأميركا وأوروبا!
لقد خذلهم الله وخيب آمالهم وأفشل مخططاتهم ورد كيدهم في نحورهم، لم ولن يفلحوا في تحقيق أهدافهم وبإذن الله سنحبط بالعزيمة ووحدة الكلمة والصف شر أعمالهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية