العدد 2824
الجمعة 08 يوليو 2016
banner
انتكاسة في العمل البلدي... والوزارة مصابة في جهازها التنفسي!
الجمعة 08 يوليو 2016

أثبت المجلس البلدي الشمالي والجنوبي فشلهما الذريع وتخبط وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في قضية تكدس القمامة بصورة ليس لها أي مثيل في البحرين بعد نقل مهام التنظيف إلى الشركة الاسبانية بشكل سريع وليس بالتدرج حتى تتوافر الامكانيات للشركة الجديدة، والغريب في المسألة هو ابتعاد الاعضاء البلديين عن هذه المشكلة التي تستلتزم معالجة فورية وحلولا جذرية لمواجهتها، فلم نر أحدا منهم قام بتنسيق فعال وبذل المزيد من الجهد لمواجهة اخطر الازمات التي قد تحدث للمجتمعات وأعني التلوث. بل كل ما شاهدناه من سعادتهم افتتاح دورات كرة القدم الرمضانية وتوزيع الجوائز والميداليات والتسابق لوضع الصور في الصحافة.
ما حصل للشمالية والجنوبية خلال الايام الماضية يعكس التذبذب الحاد في عمل الوزارة والمجالس البلدية وتواضع الخدمات وعدم التفاعل مع نداءات وصرخات المواطنين الذين “غرقوا” من القمامة التي تجمعت في “الفرجان” لأيام عديدة ومن يعلم ربما انتقلت بعض الامراض الى احد جراء التلوث. كان يفترض من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني أن تركز الاهتمام على هذه المشكلة وحشد الجهود لمعالجتها ووضع حد لخطورة هذا الوضع، اما العمل بهذه الصورة الضعيفة فيعد انتكاسة في اهم قطاع وهو القطاع البلدي والخدمات، ويعطي كذلك مؤشرا خطيرا على عدم الكفاءة والاستعداد لمواجهة اية “كارثة” بيئية لا سمح الله وعدم القدرة على محاصرتها والسيطرة عليها.
هذا الاخفاق في طريقة التعامل مع تردي مستوى النظافة في “الشمالية” و”الجنوبية” لا يجب ان يمر هكذا مرور الكرام بل يفترض ان تكون هناك مواجهة حازمة مع المقصرين بما فيهم الاعضاء البلديون الذين تكرر رسوبهم وقلة وعيهم وعدم الفهم الصحيح لأبسط مبادئ العمل البلدي والتمسك بالصلاحيات وغياب الحماس والانفعال بمجرد الفوز بالمقعد. هذه المشكلة فضحت العضو البلدي صاحب المظاهر والثرثرة وانعدام الخبرة والضحك على الناس والركض وراء زيادة الرواتب والبحث عن المادة والاستفادة قدر المستطاع من الامتيازات التي تقدمها الحكومة. الوضع برمته يحتاج الى مراجعة وتقييم ومعالجة وطرح البدائل التي تتناسب مع المتغيرات الكبيرة الحاصلة في حقل العمل البلدي وتأهيل هذا العضو أو ذاك بدل فتح باب الترشح “لحيا الله من الناس” دون ادنى معرفة بخصوصية هذا العمل المهم والخطير.
قلتها من قبل هناك بعض الوجوه في المجالس البلدية لا تعترف بمتابعة احتياجات المواطنين في كل موقع، المواقع تكون مهمة وتحتاج الى صيانة ومتابعة وتجديد ورصد ميزانيات واعتمادات كافية في فترة الانتخابات فقط، أي فترة رمي الطعم للناس “وبيع الحجي” ومن ثم يتغير كل شيء وتتغير القواعد والالتزامات بعد الفوز بالمقعد البلدي، والمشكلة التي تعرضت لها “الشمالية” و”الجنوبية” مؤخرا ثبتت اقدام بعض البلديين على طريق الاهمال والضعف وبينت ايضا خلفية هائلة من عدم معرفة “ألف باء” العمل البلدي.
 اما وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني فيبدو أنها مصابة في الجهاز التنفسي والهضمي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .