العدد 2823
الخميس 07 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
معركة الانتقام وكسر العظام!
الخميس 07 يوليو 2016

مباراة ملتهبة يرتقبها جميع المتابعين بشغف تلك التي ستُلعب اليوم بين فرنسا صاحبة الأرض والجمهور وبين ألمانيا في ثاني مباريات الدور النصف نهائي لليورو. اللقاء سيكون قوياً وسيجذب أنظار العالم أجمع ومن المؤكد أن تكون فيه الإثارة حاضرة طوال دقائق المباراة؛ نظراً لما يتمتع به الفريقان من العديد من نجوم اللعبة المميزين في هذه البطولة على وجه التحديد.
وقبل الدخول في تفاصيل الفريقين ومعرفة مكامن الضعف والقوة فيهما، لابد أن تكون لنا وقفة سريعة مع صفحات التاريخ لكلا الفريقين في المواجهات المباشرة بينهما تحديداً. فالمنتخب الفرنسي يعتبر من القلائل جداً الذين يتفوقون على ألمانيا صاحبة الإنجازات في عدد مرات الفوز بالمواجهات المباشرة، بيد أن غالبية انتصارات فرنسا جاءت عبر المباريات الودية، في حين أن التفوق الألماني كان حاضراً في المواعيد الأهم وأعني بذلك المواجهات الرسمية في البطولات الكبيرة وأخص بذلك كأس العالم تحديداً (4 انتصارات لألمانيا مقابل انتصار لفرنسا)، إذ لم يتواجه المنتخبان من قبل في كل بطولات اليورو عبر تاريخها وهذا ما يدعو لأن يكون لقاء اليوم ملتهباً، إذ سيسعى كل منتخب لتسجيل فوزه الأول أوروبياً.
بالنسبة لفرنسا، فإن مواجهة الألمان اليوم تفوق في حساباتها مواجهة منتخب عابر في دور حاسم من البطولة فقط، إنما سيدخلها المنتخب الفرنسي لضرب عصفورين بحجر واحد، فالفوز على ألمانيا سيؤمن الوصول للمباراة النهائية وهي الغاية الأهم، في الوقت الذي ستسعى فيه فرنسا لرد الاعتبار والدخول لمواجهة الألمان برغبة الانتقام والنيل من عزيمتهم هذه المرة بعد أن ودعت فرنسا مونديال كأس العالم الأخير على يد الماكينات الألمانية بعد أن قدمت واحدة من أفضل بطولاتها على الإطلاق في المحافل العالمية وتحولت لمرشح حقيقي لتحقيق اللقب بعد أدائها المميز في 4 مباريات متتالية، لذلك فإن دوافع الوصول للنهائي والأخذ بالثأر سيدفع غريزمان ورفاقه للاستبسال أمام كتيبة المانشافت، فالسقوط الثاني أمام نفس المنافس في محفل كبير سيكون وقعه مراً كثيراً على الديوك الفرنسية التي لا تُريد أن تُذبح مرتين من ذات السيف!
مواجهة ألمانيا اليوم ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي الأول لفرنسا في البطولة، والذي سيبرهن عن مدى أحقيتها بالتأهل للنهائي ومن ثم الفوز باللقب، ففرنسا في المباريات الخمس السابقة التي لعبتها لم تقابل أي منافس قوي وصاحب إمكانات كبيرة لكي يتم إعطاء الحكم الكامل على جهوزيتها لخوض مثل هذه اللقاءات القوية، فرومانيا وسويسرا وألبانيا ومن بعدهم ايرلندا وآيسلندا، كل هذه المنتخبات تعتبر منتخبات صف ثاني ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون معياراً لقياس قوة فرنسا الحقيقية، لذلك ستكون مواجهة ألمانيا صعبة جداً على فرنسا لأن الرتم سيرتفع عليها كثيراً وستتصادم مع منتخب لا يمكن مقارنته بالخمسة السالفين الذكر!
أما ألمانيا فإنها خاضت لقاءات ضد منافسين أقوى نسبياً واختُبرت قوتها في لقاء إيطاليا تحديداً، إذ كان المنتخب الألماني قوياً جداً وبرهن على أنه منتخب صعب المراس ولا يمكن قهره بسهوله، لذلك فإن المانشافت دخل في أجواء المباريات الندية ولن تربك مواجهة فرنسا حساباته وتركيزه، يتبقى الشيء الوحيد الذي من الممكن أن تخشاه ألمانيا من مواجهة فرنسا هو الجمهور الفرنسي الذي سيكون عنصراً أساسياً للديوك اليوم وعاملاً مؤثراً لكسب منازلة الألمان!
من الناحية الفنية، لن تدخل ألمانيا لقاء اليوم بوضع مثالي؛ بسبب بعض الغيابات التي تعاني منها تشكيلة لوف والتي قد تؤثر على تركيبة الفريق وتوازنه الذي لعب به في لقاء إيطاليا الأخير تحديداً، فقد تأكد غياب كلاً من هوميلز وخضيرة وغوميز، وقد ينضم لهم كلاً من شفايشتايغر وهوبيديس، أي أن لوف سيفتقد لخمسة لاعبين مهمين في التشكيلة، وهذا ما قد يجبره لتغيير خطة اللعب وخصوصاً على الصعيد الهجومي، فربما يعود لغوتزه مجدداً للعب دور المهاجم الوهمي أو يحول مولر ليأخذ دور غوميز كرأس حربة صريح.
ديشامب توصل للتشكيلة المثالية التي سيخوض بها لقاء ألمانيا ومن المؤكد ألا يجري عليها أي تعديلات، فاعتماده سيكون مبنياً على المثلث الهجومي المتمثل من جيرود وباييه وغريزمان ومن خلفهم بوغبا مع الاعتماد على كانتي تحديداً لتضييق المساحات ومراقبة مفاتيح اللعب الألماني، وسيلعب بتوازن كبير لأنه يعرف جيداً قيمة المانشافت.
كل هذه المعطيات ستعطي فرنسا أفضلية نسبية لتجاوز عقبة ألمانيا والاقتراب أكثر نحو اللقب، بيد أن ألمانيا تبقى هي ألمانيا بقوتها وهيبتها حتى وإن كانت الظروف عصيةً عليها فهي تمتلك الخبرة الكثيرة في التعامل معها والتغلب عليها.. وبكل الأحوال فإن الفائز منهما سيكون الأقرب للقب اليورو!
وفي الختام لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية بمناسبة عيد الفطر المبارك.. داعياً الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير..

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .