العدد 2819
الأحد 03 يوليو 2016
banner
سفينة السلام
الأحد 03 يوليو 2016

الحياة كالسفينة الشراعية إن فهمنا دورنا فيها كبحارة محترفين ستصل بنا لميناء السلام، هذه هي بلادنا، أعتبرها رمزياً سفينة وسط البحار، والدول الكبرى من حولنا ما هي إلا أسماك القرش وهناك الرياح والأشرعة والعواصف والصخور المخفية تحت المياه الراكدة، كل التحديات والأخطار والمفاجآت متوفرة وهنا يبدأ درونا نحن المواطنون والمسؤولون، هل نقوم بدور البحارة المحترفين أم نكون مجرد بحارة والسلام؟ ولا ننسى أن هناك “نواخذة” وقياديين ولكن بحاجة لبحارة ومساعدين متمرسين قادرين على تأمين سلامة الركاب والبحارة وفوق كل ذلك سلامة المركب ذاته، فمن دون سلامة المركب لن تكون هناك سلامة للجميع، من النوخذة والقياديين حتى الركاب والبحارة، من هنا أمن السفينة فوق كل اعتبار وقيادتها للوصول لميناء السلام الاحتراف الذي يشكل هدف الجميع، هذه الصورة الرمزية يا سادة ليست غريبة عن حياتنا وتراثنا الذي تركه لنا الآباء والأجداد وعلمونا من خلاله أن السفينة هي الخير وهي الوسيلة وهي الوجهة التي تأخذنا لهدفنا، وعلمنا الأجداد أن السفينة التي يقودها الربان المحترف والبحارة المتمرسون لابد من وصولها لبر الأمان، وكذلك، بحريننا اليوم لابد من أن يكون هدفها الوصول للميناء الأخير بسلام وهذا يعتمد على الجميع منا، الربان والبحارة والركاب.
البحرين اليوم وسط اعصار عالمي، يضرب الدول الكبيرة والصغيرة، والإرهاب هو الخطر الأول القائم الذي لا يعرف التفريق بين مسلم ومسيحي ويهودي وأي مذهب أو ملة، والإرهاب الذي توزعت ضحاياه مؤخراً فقط بين باريس والقاهرة وبيروت وتركيا والسعودية والبحرين وكذلك أميركا نفسها عانت منه، هذا الارهاب حان الوقت لتتعاون دول وشعوب العالم على مواجهته ولكن للأسف الشديد هناك دول بالرغم من أن الاهارب ضربها وعانت منه لكنها تنظر إليه وتقيسه بنظرتين ومكيالين، فحين يضرب الإرهاب البحرين فهو عمل سياسي وربما نضالي أيضاً ولكنه بمجرد أن يقترب من باريس أو نيويورك أو بروكسل فهو ارهاب تقوم قائمة العالم، ويستدعي إدانة من الجميع، أما البحرين فلا آذان ولا عيون تسمع وتشاهد، والدليل القاطع على ذلك، ما صرح به الدمر الإرهابي قاسم سليماني وهو يحرض ويدعو لإشعال ثورة مسلحة في بلادنا، هل هناك دعوة للإرهاب أكثر وضوحاً من ذلك؟ ورغم هذه الدعوة الفجة السمجة لم نر ولم نسمع عاصمة غربية واحدة في العالم استنكرت أو على الأقل أشارت لهذا الفعل الارهابي الصريح والمباشر؟ اليس هذا ما يعني الكيل بمكيالين؟
البحرين الله حفظها وسيحفظها، ولكن ليس معنى ذلك الاستكانة والتوكل والاكتفاء بالدعاء، كما قلت في بداية المقال نحن وسط بحار وهناك عواصف وأعاصير وكل التحديات وعلينا جميعاً أن نمسك زمام أمور سفينتنا لحفظها من الغرق أو التخريب او حتى مجرد ثقبها، لأنه للأسف الشديد هناك من يركب معنا هذا السفينة وفي نيته ان يخربها، يجب أن نعي ذلك ونراقب من يركب معنا ولديه نية التخريب لننزله منها ونقول له مع السلامة، ابحث لك عن سفينة أخرى تقلك.
 لا خيار من أن نعيش ونحيا بهدف واحد وهو السعي لحفظ أمن واستقرار بلدنا، صحيح أن هناك رجال الأمن بكل الأجهزة الأمنية، ونعيش بفضلهم وفضل يقظتهم وندين لهم جميعاً بهذا الاستقرار وراحة البال، لكن رجال الأمن إن لم يجدوا الدعم والمؤازرة منا جميعاً فلن يكفي ذلك، اليقظة والحيطة مطلوبة منا جميعاً وفي مقدمتنا المواطن والمسؤول وبالطبع الأجهزة الأمنية ولكن لا ننسى العدل والاعلام والعمل وكل المؤسسات والهيئات التي يمكن أن ينفذ أو يتسلل منها من يحاول ثقب السفينة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية