العدد 2815
الأربعاء 29 يونيو 2016
banner
النشاط الإعلامي المفبرك والمضلل يجب أن يتوقف
الأربعاء 29 يونيو 2016

يقول الكاتب صلاح الدين حافظ “إن اجهزة الاعلام والاتصال اليوم المصدر الرئيسي للثقافة والتعليم، على حساب الأجهزة الثقافية والتعليمية والتربوية الاخرى، من البيت الى المدرسة ومن الجامعة الى المسرح ومن الكتاب الى المتحف، بل هي طغت في رأي البعض على رسالة دور العبادة ومراكز التأثير الديني بكل مصادر تعدديتها واختلافها وبكل عمقها وتأثيرها الروحي والتربوي والأخلاقي”.
قد نتفق مع الكاتب وقد نختلف في بعض الأمور ولكن ينبغي ان نعرف ان العملاء وخونة البحرين أرادوا تحقيق المكاسب في ظل تبعية إعلامية شبه مطلقة لإيران أسهمت الى حد كبير في تلويث عقول الشباب والناشئة وخلق مواطن يلتفت الى اصوات العملاء والأجندات الخارجية ويسلم نفسه لهيكل التآمر تحت مسميات متعددة ابرزها مسمى “معارض”. فمن الاساليب التي اتبعها العملاء وأرباب الانقلاب ومن ضمنهم عيسى قاسم وبقية الفريق عزل الكلمة الصادقة عن الشارع الذي يتبعهم والتي تتجلى بوضوح في الصحف الوطنية والكتاب المخلصين للبحرين ودفعهم بقوة “الفتاوى” الى الاعلام الكاذب والمحرض والمنابر الاعلامية التي تنكر الحقيقة وتفبرك وتنقل البيانات والتقارير الغزيرة بالتهجم على البحرين وقيادتها بشكل مباشر أو غير مباشر. فمع استمرار هذا الإعلام المفبرك الذي يصف الإرهابيين بأنهم مناضلون ومحتجون كان الطريق أمامهم شبه ممهد وكل شيء تحت السيطرة، حتى توسع نشاطهم وفتحوا العديد من المحطات “مواقع مختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي” التي تدعم المنبر الأم وكل ذلك بطابع ديني حيث ممنوع على أحد اقتناء وقراءة أية “صحيفة” غير ذلك المنبر الذي يحمل فكرا غريبا معاديا للبحرين وأهلها، ولا شك ان من يتغذى على المعلومات التي تأتيه من هذا المنبر المفبرك والذي يقدم الأكاذيب بصور متعددة سيتحول مع مرور الوقت الى دمية وإنسان بلا تفكير وقرار بصورة كافية.
الكتابات الغريبة والمضرة بالبحرين ودول الخليج عموما مازالت تأتي من تلك الأجهزة الإعلامية “المصدر الرئيس لثقافة البعض” وأتصور ان الامور فاقت حد الاسراف فالسلبيات كثيرة وبعضها خدم المشروع الانقلابي عن طريق إسباغ مسحة من “السلمية” على العمليات الارهابية الكثيرة التي حدثت وراح ضحيتها العديد من رجال الأمن والأبرياء. إعلام ينقل المعلومات إلى الناس عن طريق “مفبركين” لتحقيق اغراض طائفية وبعيدة عن الحس الوطني وأكبر دليل على ما نقوله أن موقف هذا الإعلام من الاجراءات الأمنية والقرارات التي اتخذتها البحرين مؤخرا للحفاظ على امنها واستقرارها وقطع دابر الارهاب، موقف سلبي واضح ولا يحتاج الى شرح، إذ لم يكتب أحد منهم كلمة إشادة بالقرارات مثلما فعل كل شعب البحرين بسنته وشيعته، بل استمروا في التزييف والضرر والتبريرات ودعم المخربين والإرهابيين على نطاق واسع.
أقول للمسؤولين ونحن على وشك التخلص من المخلوق البشع “الإرهاب” ان هذا النشاط الاعلامي الخطير والمضلل يجب ان يتوقف، فما يحدث لا علاقة له بالديمقراطية والحريات وإنما سيل من المعلومات الكاذبة والمفبركة التي تصل إلى عقول البعض ويصدقها ويخضع لها، هذا الاعلام يوجه الطاقات بعيدا عن دورها الحقيقي ويدخلها في بحر هائج من الأكاذيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية