العدد 2813
الإثنين 27 يونيو 2016
banner
التنديد الإيراني تأكيد للتهمة
الإثنين 27 يونيو 2016


ما الذي يجعل دولة من الدول تندد بحرارة شديدة بقيام دولة أخرى بمحاكمة أحد مواطنيها وإسقاط الجنسية عنه أو معاقبته بأية عقوبة تنص عليها قوانينها؟
لماذا قامت الخارجية الايرانية بالتنديد بقيام البحرين بإسقاط الجنسية عن عيسى قاسم؟ ولماذا استخدمت هذه العبارات التي أظهرت الأمر وكأنه حرب بين دولتين، وليس عملا قانونيا قامت به دولة حماية لأمنها؟ هل الرجل الذي عوقب على فعلته مواطن إيراني تم خطفه إلى البحرين ومعاقبته؟ أم هل قامت البحرين بانتهاك الأجواء الإيرانية أو المياه الإقليمية الإيرانية؟
الخارجية الايرانية تصرفت وكأنه هناك اتفاقيات دولية أو اتفاقيات ثنائية بينها وبين البحرين تنص على أن عيسى قاسم كيان مقدس لا يعاقب على أفعاله مهما بلغت لأنه يتمتع بحماية إيرانية، وأن البحرين انتهكت هذه الاتفاقيات وتعاملت مع الرجل كما تتعامل مع بقية مواطنيها.
إن هذا الموقف الإيراني، بما فيه من فجاجة واستهتار، أكبر دليل على أن الرجل يعمل لصالح إيران وأن الأموال التي وجدت بحوزته وفي حسابه البنكي هي أموال إيرانية وأنه لا يختلف عن حسن نصر الله رجل إيران الأول في لبنان.
وطالما أن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد من الفجاجة في مواقف إيران تجاه شخصيات بحرينية محددة وجمعيات بحرينية محددة، فقد أصبح اللعب على المشكوف، خصوصا أن الذين تقوم إيران بممارسة الوصاية عليهم لا يرفضون هذه الوصاية ولا ينزعجون منها، وكأنهم لا ينتمون إلى البحرين ولا يكنون لها أي ولاء.
هذا الاستعلاء وهذه العنجهية الإيرانية هي السبب الرئيس في خلق الأزمات بين البحرين وبين بعض مواطنيها، وهي التي تعقد الأمور وتزيدها سخونة، خصوصا في ظل وجود موافقة أحيانا ضمنية وأحيانا صريحة من قبل أذنابها الموجودين على أرض البحرين.
ولاشك أن التصريحات الإيرانية السخيفة، هي السبب الرئيس في عدم وجود أي تسامح تجاه أتباعها الذين يخرجون على القانون في البحرين، لأن أي تسامح معهم سوف يجعل البحرين كلها تحت الوصاية الإيرانية.
والخلاصة في هذا الموضوع أن وجود أجندة إيرانية محددة في المنطقة – تلك الأجندة التي بدأت تظهر بوضوح عقد التوقيع على الاتفاق النووي مع الغرب - ستجعلها تظل تمارس تحريضها وستظل تستخدم أبناء طائفة معينة في تحقيق أهدافها في جعل المنطقة كلها في حالة اضطراب وعدم استقرار دائم، ولن تتوقف عند عيسى قاسم أو غير عيسى قاسم، فعيسى بالنسبة لها هو مجرد سبب أو مناسبة لصنع الإثارة وإشعال الحرائق.
صحيح أن كشفه وشل قدراته نتيجة إسقاط الجنسية عنه ضربة موجعة لها، ولكنها لن تتوقف عند هذا الأمر سوى من زاوية واحدة، وهي تحويله إلى ضحية مقدسة تستخدمها في التحريض ضد استقرار البحرين.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .