العدد 2813
الإثنين 27 يونيو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
معركة كسر العظام.. ولا أعذار للأسود!
الإثنين 27 يونيو 2016

* مفاجأة البرتغال

كل الترشيحات التي سبقت مباراة كرواتيا والبرتغال وضعت كرواتيا في كفة الأفضلية والترجيح لإقصاء البرتغال من البطولة مبكراً؛ وذلك يعود إلى أن كرواتيا كانت المنتخب الأبرز في الدور الأول؛ بسبب النتائج الرائعة والمستويات الراقية، في الوقت الذي لم يكن يتوقع أكبر المتفائلين أن تتمكن البرتغال من الإطاحة بكرواتيا القوية عطفاً على الأداء البرتغالي المتواضع أمام أضعف منتخبات البطولة في دورها الأول، لذلك ذهبت العديد من الوسائل الإعلامية العالمية إلى اعتبار فوز البرتغال على كرواتيا أشبه بالمفاجأة في أولى مراحل أدوار الإقصاء!

في الحقيقة لن أبالغ إن قلت إن مباراة البرتغال وكرواتيا كانت من بين الأسوأ في البطولة إن لم تكن هي الأسوأ على الإطلاق؛ بسبب خوف كل منتخب من الآخر والخوف من الإقصاء وهذا ما جعل الفنيات فيها غائبة وكانت عقيمة تهديفياً، رغم أن الفريقين يضمان النجوم القادرين على صنع الفارق وتسجيل الأهداف لكنهم جميعهم خيبوا الآمال، وأعني بريستش ورفاقه، ورونالدو واتباعه!

* كتابة التاريخ

قبل انطلاق التصفيات الأولية المؤهلة لبطولة كأس أوروبا الحالية، لم يكن أحد ينتظر أن تتمكن ويلز من التأهل لهذه البطولة القوية؛ بسبب محدودية إمكانات لاعبيها الفنية، بيد أن ويلز تأهلت لليورو وقالت كلمتها، وها هي تكتب التاريخ اليوم بأحرف من ذهب بعد بلوغها دور الثمانية في المشاركة التاريخية الأولى في بطولات اليورو!
ويلز تضع كل آمالها على النجم غاريث بيل لقيادتها لأبعد مرحلة ممكنة؛ وذلك لأنه أثبت أنه لاعباً كبيراً جداً ويصعب تكراره ولولاه لربما غادرت ويلز مبكراً، كيف لا وهو الذي ساهم في 70 %‏ من أهداف ويلز السبعة ويتصدر هدافي البطولة!

* قمة مبكرة

مما لا شك فيه أن مباراة القمة بين إسبانيا وإيطاليا والتي ستقام اليوم تعتبر هي المباراة الأقوى على الإطلاق في مرحلة دور الـ16، قمة مبكرة جداً وشاءت الأقدار أن تُلعب قبل أوانها، فمثل هذه القمم الكبيرة ينتظرها المتابعين في الأدوار النهائية وليس في هذه المرحلة المبكرة جداً.
قبل الدخول في تفاصيل هذا اللقاء المثير لابد من الإشارة إلى أن مباريات القمة بين الكبار يصعب فيها التوقع جداً حتى لو كانت هنالك بعض المعطيات والمؤشرات التي قد ترجح كفة فريق على حساب الآخر، فهناك العديد من العوامل التي قد تطرأ في المباراة وقد تقلب الأمور رأساً على عقب وتضرب كل التنبؤات المسبقة بعرض الحائط، فمثل هذه المباريات لا تنتهِ عادةً إلا ببعض التفاصيل الصغيرة جداً!
في دور المجموعات، إسبانيا قدمت مردوداً أفضل من إيطاليا على الصعيد الفني إذ كانت للماتادور شخصية واضحة وقدم نفسه كما اعتاد عليه الجميع رغم تجرعه لمرارة الهزيمة من كرواتيا، بينما إيطاليا أثبتت قوتها دفاعياً ونجحت في خطف صدارة أقوى مجموعات البطولة رغم أنها لم تقدم المستويات الفنية الكبيرة إلا في “نصف” مباراة بلجيكا، بينما في بقية الأوقات إيطاليا لم تكن مقنعة!
السيناريو المتوقع لمباراة اليوم أن تستحوذ إسبانيا على الكرة وسيكون تركيزها الهجومي منصباً على الأطراف، وسيقابله تنظيم دفاعي متقن يقوده أقوى حارس وأقوى خط دفاعي في العالم، لذلك ستواجه إسبانيا الكثير من المتاعب هجومياً، خصوصاً أن من سيقود الهجوم الإسباني ترعرع بين أحضان ثلاثي الدفاع الإيطالي!
من سوء حظ إيطاليا أن احتمالية مشاركة لاعب الجناح كاندريفا في المباراة تبدو ضعيفة جداً، وهذا ما سيؤثر على تركيبة الفريق التي تعتمد في قوة توازنها على كاندريفا من خلال سرعة الارتداد وتقديم المساندة الدفاعية، ورغم ذلك كونتي يمتلك البديل لشغر مكان كاندريفا ولكن بجودة أقل!
الجميع يترقب هذه المباراة الكبيرة وكما قلت مسبقاً يصعب فيها التوقع، فلا توجد أفضلية مطلقة لمنتخب على حساب الآخر حتى لو قادتنا بعض المؤشرات لمنح إسبانيا أفضلية العبور!

* إما الفوز أو العار

إنجلترا في أول حدث رياضي لها بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ستواجه آيسلندا اليوم، ولن أتحدث كثيراً عن إنجلترا وما يمكن أن تقدمه اليوم امام آيسلندا “الضعيفة”، فحتى أكبر المتشائمين الإنجليز لن يقودهم شؤمهم للإيمان بإمكان انحناء الأسود الثلاثة أمام منتخب بحجم آيسلندا!
إنجلترا لا يجب أن تفوز فحسب في لقاء اليوم، بل يجب أن تظهر بصورة مغايرة عما كانت عليه في الدور الأول حتى تستطيع مقارعة الكبار، وأقولها بكل صراحة إن لا عذر للإنجليز بعدم تقديم مستوى أفضل والفوز باللقاء، فلن يجدوا منافساً أسهل من آيسلندا في هذا الدور، وإن حدثت المفاجأة وفازت آيسلندا، فعلى إنجلترا أن تدفن رأسها تحت التراب!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .