العدد 2811
السبت 25 يونيو 2016
banner
المجتمع الدولي وحماية المدنيين الفارين من الفلوجة
السبت 25 يونيو 2016

تتواتر المعلومات المنتقلة شفهيا وتلفونيا وعلى شكل تقارير وعن شهود عيان وناجين وضحايا بشأن تعرض اعداد كبيرة من الفارين من مدينة الفلوجة بسبب الاشتباكات الدموية فيها الى انتهاكات متعددة تعد عمليات انتقامية تمارسها الميليشيات الإيرانية غير المنضبطة وغير الخاضعة لقيادة رسمية منظمة، واعترف رئيس الوزراء العراقي وعدد من المسؤولين الامنيين من ضمنهم وزير الداخلية العراقي بهذه الانتهاكات غير انهم برروها بأنها انتهاكات فردية، وفي واحدة من العمليات الاجرامية التي قتل فيها 15 مواطنا من سكان الفلوجة، اعتبرت العملية فردية وعد القاتل مختلا عقليا!
وعلى هذه الخلفية دعا مجلس الأمن الدولي في ختام مشاورات مغلقة الحكومة العراقية إلى حماية المدنيين الفارين من الفلوجة من أعمال انتقامية محتملة من قبل “جماعات شبه عسكرية”. وأعرب المجلس عن قلقه إزاء الوضع الإنساني لعشرات آلاف النازحين.
وقال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر الذي يرأس المجلس إنه “من الأهمية بمكان أن تضمن الدولة العراقية عدم ارتكاب أية عملية ابتزاز أو انتقام ضد المدنيين من قبل جماعات شبه عسكرية”.
وأشار في ختام مشاورات مغلقة الى أن الدول الـ 15 الأعضاء “رحبت بنجاح الهجوم المضاد” الذي شنته القوات العراقية مدعومة من قبل التحالف، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف دولاتر أن التنظيم “خسر 45 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها في أوج تمدده”.
غير أن المجلس “أعرب عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في الفلوجة”، وخصوصا حيال وضع عشرات آلاف النازحين.
ودعت الدول الأعضاء “جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وأعلن دولاتر للصحافيين أنه “ينبغي ألا تتضاعف معاناة أولئك الذين يفرون من المعارك في الفلوجة ومحيطها، هذا واجبنا جميعا” تجاههم.
وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي فجر 23 مايو عملية لاستعادة السيطرة على الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا عن غرب بغداد، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي استولى عليها في يناير 2014.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن الأسبوع الماضي أن قوات الأمن العراقية استعادت السيطرة على القسم الأكبر من مدينة الفلوجة، بعدما تم رفع العلم العراقي فوق المجمع الحكومي.
نحن نعتقد ان ادانة الجرائم المرتكبة على أرض الفلوجة لا تكفي وأن حض الحكومة العراقية الراضخة لأجانيد اجنبية مرامها الأول انتهاك حقوق الفلوجيين ودفعهم لمغادرة مدينتهم لأغراض جيوبوليتيكية تتعلق بالتماس مع سوريا والسعودية والأردن، لن يجدي، والمطلوب هو الحركة الجدية لفرض عقوبات على الحكومة العراقية وإن امكن تشكيل قوات محايدة تتبع الامم المتحدة لحماية اهل الفلوجة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .