العدد 2808
الأربعاء 22 يونيو 2016
banner
ليعلموا أن البحرين ليست “طوفة هبيطة”
الأربعاء 22 يونيو 2016

اليوم ونحن على مشارف مرحلة جديدة، أعتبرها حقبة ما بعد التراخي، والتي قد يعتبرها البعض تسامحا أو مرحلة النفس الطويل أو محاولة الاحتواء، الى  غيرها من المسميات، لكن المهم اليوم أن مرحلة جديدة بدأت عبر عنها سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه بأن لا رجعة عنها ولا مساومة على الأمن والاستقرار، إذا هي مرحلة تجاوزت فيها البحرين الأحداث التي مرت بالعواصف والإرهاصات وأصبحت قوية الإرادة بما يدفعنا للسؤال، هل البحرين مكان آمن يصلح للعيش؟ كنت قد طرحت السؤال في مقال منذ ثلاث سنوات ولم أكن متردداً وقتها في الإجابة بنعم رغم ما كان يجري، لكنني اليوم وبكل ثقة وإيمان أقول إن البحرين ليست آمنة فحسب، بل دول المنطقة وإخواننا في مجلس التعاون آمنون في أوطانهم بفضل البحرين، ولهذا حق عليهم دعمنا ومساندتنا لأننا بكل فخر واعتزاز مثلنا الخط الأمامي في التصدي للمشروع الايراني المدعوم من الآلة الغربية للأسف لتفتيت دول المنطقة والاستيلاء عليها بواسطة الطوابير الخامسة الداخلية من أمثال الوفاق غير المأسوف عليها وبقية تنظيمات حزب الله والجمعيات الدينية المسيسة، نعم استطاعت البحرين التي كنا نخشى عليها من سياسة النفس الطويل ومحاولات الاحتواء، أن تتجاوز المرحلة السابقة وتقفز والحمد لله إلى مرحلة جديدة عنوانها الحزم والحسم وتطبيق القوانين في دولة المؤسسات ولتصبح الحكومة الرشيدة هي وحدها من تحكم مملكة البحرين وليس من تصوروا أنفسهم مدعومين من الخارج أنهم يحكمون هذا الوطن، وعلى الدولة منذ الآن ودون تأخير بسط نفوذها الكامل من خلال تطبيق القوانين وفرض الأمن والاستقرار على كل شبر من أرض الوطن وليس فقط في الشوارع العامة بل في الأحياء والأزقة وكل أرض في البلاد، هذه هي دولة القانون والمؤسسات إذا أردنا أن نحيا فيها آمنين مستقرين.
لقد مضت مرحلة  التظاهر والاعتصام والمسيرات والحرق والتفجير واغتيال رجال الأمن، لقد مررنا بذلك كله وصبرنا ومللنا حتى شبعنا وحان وقت فرض الأمن والاستقرار، مضت أعوام شك الواحد منا بوجود الدولة لأن ما كان يجري وقتها لم يجر في أية دولة أخرى حيث بدت حالة الدولة المسالمة المتسامحة ضعيفة في نظر هؤلاء الذين ظنوا انهم حكموا الشوارع وينتظرون حكم البلاد، نعم البحرين مكان آمن للعيش فيه، لم تعد البحرين المكان الذي تصنع فيه قنابل المولوتوف علناً.
لقد كانت البحرين قبل فترة قد اختارت الانفتاح على العالم وسمحت للمنظمات واللجان الحقوقية والانسانية والهلال الاحمر بالإضافة الى الصحافيين والمراقبين الدوليين بالدخول إليها في أي وقت وفي كل الظروف والحالات وبالتالي تحملت من هؤلاء حركات وتصرفات لم تكن مقبولة حتى في دولهم التي جاءوا منها ورغم ذلك تحملنا، أغلب هذه المنظمات والأشخاص تجاوزوا صلاحيات عملهم واتفاق دخولهم وخرقوا الاتفاقات التي عقدت معهم فمادمنا قد سمحنا لمن هب ودب ولكل طالب شهرة ومقتنص سياحة وجولات مكوكية الوصول الى البلاد فقد حق علينا ان نتحمل ما يأتي منهم، فقد وفرنا التسهيلات الخيالية وغير المعقولة لهذه المنظمات واللجان والأفراد فهؤلاء جميعاً وجدوا في البحرين أرضا خصبة ومادة دسمة لفبركاتهم ونشر الكذب الذي يعتقدون من خلاله أنهم يثبتون أنهم يعملون، فبعض هذه المنظمات وبعض الصحافيين يبحثون عن فرصة لإثبات جدارتهم لمموليهم الماليين فأين سيجدون مكاناً أفضل من البحرين ليمارسوا فيه هذا الخداع والتمويه، فحرية التنقل والاقامة وإرسال التقارير مهما كانت مفبركة ومهما كانت منحازة فلن تواجه أي اعتراض او محاسبة وبالتالي فالبحرين كما يقولون بالعامية المحرقية “طوفة هبيطة”، لا لم تكن البحرين في يوم ما طوفة هبيطة لا سمح الله، بل هي أرض الكرام الأحرار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .