العدد 2807
الثلاثاء 21 يونيو 2016
banner
إيران والقتال على أرض الفلوجة (1)
الثلاثاء 21 يونيو 2016

كان تصريح أيرج مسجدي بأن القتال دفاعا عن الفلوجة إنما هو دفاع عن طهران، تلخيصا للعقيدة العسكرية الإيرانية التي تقول إن سقوط دمشق وبغداد يعني سقوط طهران وهنا أكرر القول ان ما يدور على أرض الفلوجة ليس حربا على الارهاب وإن كان الهدف المعلن هو تحرير الفلوجة من الإرهاب الداعشي، إنما حرب على ارض الفلوجة لأهداف اخرى تندرج ضمنها الأجندة الايرانية لترسيم جغرافيا المنطقة الغربية والهيمنة الايرانية عليها لشق طريق سالك الى سوريا والتواجد على تخوم السعودية والتواصل مع شرقيتها واستغلالها لأغراض تخدم المشروع الايراني في ما يسميه الملالي (المشرق الإسلامي) الذي يضم العراق وسوريا ولبنان ويمتد الى الاردن والسعودية ودول الخليج واليمن ومصر وشمال افريقيا، لذا نجد ايران تضع في بالها فصل النخيب عن المنطقة الادارية الخاصة، ووضع اشتراطات خاصة لتنفيذ هذه الاجندة في حال اصرار السنة على تأسيس الإقليم السني، لذلك فإن إيران في حربها على ارض الفلوجة هي ذاتها ايران الساعية الى الهيمنة على دير الزور لإكمال الممر العراقي السوري الإيراني، لتغيير فاعلات الساحة السورية – العراقية – اللبنانية، أي أن ابعاد الحرب على ارض الفلوجة لها امتدادات خطيرة تتعلق بمشاريع استحواذية ايرانية آنية ومستقبلية عديدة، وهنا أنقل تقريرا عن موقع عين العراق نيوز ينير بعض مشاهد الحرب على ارض الفلوجة والفاعل الايراني فيها كتبته وحدة الدراسات العراقية - مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
مع تحفظي على بعض ما ورد فيه بشأن دور سليماني والحكومة العراقية والتبريرات التي ساقها:
في الثاني والعشرين من أيار المنصرم أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء ما سماها معركة تحرير الفلوجة من يد تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام “داعش”، وقال حيدر العبادي إن العملية سيشارك فيها نحو 33 ألف فرد من القوات العراقية “الجيش العراقي، الشرطة العراقية، وجهاز مكافحة الإرهاب” والآلاف من مقاتلي العشائر السنية ومسلحي الحشد الشعبي. بالاضافة إلى التحالف الدولي وقوات إيرانية وذلك حسب مصادر عسكرية وعشائرية عراقية قالت إن نحو 60 مقاتلا إيرانيا مجهزين بأسلحة حديثة وصلوا إلى أطراف الفلوجة في أول أيام معركتها. وفي هذا السياق نسلط الضوء على الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء العراقي لبدء معركة الفلوجة في هذا التوقيت، ودلالات ظهور اللواء الإيراني قاسم سليماني مجدداً في المشهد العراقي، وتأثيراته وأهداف إيران من المعركة ومآلاتها.
جاء توقيت معركة الفلوجة في ظروف أمنية وسياسية حرجة. فقد أثبتت التفجيرات التي شنها تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام “داعش”، في العاصمة العراقية بغداد خلال هذا الشهر، وأدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى، عجز القوى الأمنية والعسكرية عن حمايتها. مثلما أثبت اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء عجزاً آخر لها، إضافة إلى عجز القوى السياسية عن الخروج من حال الاستعصاء الذي تجلى في فشل رئيس الحكومة حيدر العبادي في تمرير إصلاحاته وتشكيلته بعيداً عن المحاصصة. وفي تصاعد الصراع بين القوى الشيعية، وداخل صفوف “حزب الدعوة”، أكبر هذه القوى. هذه التطورات السلبية شكلت تأكيداً دامغاً لتهاوي نظام الحكم القائم على المحاصصة الطائفية والإثنية منذ عام 2003م. واصطدمت محاولات الخروج من هذا النظام بعناد طبقة سياسية وحزبية لم يعد بمقدور العراقيين تجاوزها أو القفز فوق مصالحها في أية عملية إصلاح حقيقية كما يطالب المتظاهرون. ناهيك عن الشرخ المذهبي الذي يتعمق يوماً بعد يوم. والتأثير الإيراني المتنامي. وعودة الولايات المتحدة تحت لواء محاربة “داعش” وقيادة التحالف الدولي.
وكان اندلاع التظاهرات في العاصمة ومحافظات جنوبية تعبيراً عن غضب شعبي عارم لم يعد مقصوراً على المحافظات السنية التي نالت نصيبها بعد انتفاضات 2013. ووجدها السيد مقتدى الصدر فرصة، فدفع بتياره إلى حضن المتظاهرين. وهو ما فاقم الصراع داخل الصفوف الشيعية، وهدد لحمتها ومستقبل ميليشياتها و”حشدها”. وهكذا كان لابد من استعجال معركة الفلوجة. إنها فرصة ليستعيد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زمام المبادرة، فيصرف العراقيين عن ساحة التحرير والمنطقة الخضراء. ويغطي عجزه في تمرير حكومة التكنوقراط العصية على التشكيل. وفرصة لململة أشلاء مجلس النواب العراقي. ومناسبة للقوى الشيعية من أجل إعادة تنظيم صفوفها خلف “الحشد الشعبي”، وتعليق خلافاتها في مواجهة معركة مصيرية مع الإرهاب. وتأكيد حضورها مجدداً بعد غياب عن معركة تحرير الرمادي والرطبة. ذلك أن انكفاءها عن هذه الحرب سيعزز موقع القوات النظامية. وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة، ولا يروق لإيران التي سارعت إلى تظهير الجنرال قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” في مقدمة الصورة مع قادة “الحشد”، ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الذي لم يوفّر شتيمة إلّا وقالها في حقّ أهل الفلّوجة وكأنهم جزء لا يتجزأ من تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام داعش وأن لا مجال للتفرقة بينهم وبينه.
يبدو ان ظهور قاسم سليماني على مشارف مدينة الفلوجة استدعى ردا سريعا من بغداد منعا لتقويض المعركة الوطنية ضد داعش عبر زرع الفتنة بين الجيش والحشد الشعبي وعشائر الأنبار المشاركة كلها في المعركة. فقد زار رئيس الوزراء العراقي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم ووزير التخطيط سلمان الجميلي، مقر عمليات الفلوجة ليشرفوا شخصيا على سير عمليات تحرير المدينة. وعقد حيدر العبادي بعد وصوله للمقر، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، اجتماعا مع القيادات الأمنية والعسكرية التي تقود عملية تحرير المدينة من أيدي “داعش”. وفي محاولة لتطويق الآثار السلبية لزيارة قاسم سليماني وتأثيرها على وحدة جنوده وتكاتفهم بفعل ايحاءاتها الطائفية، قال حيدر العبادي إن “البعض أراد أن يعرقل حركتنا باتجاه تحرير الفلوجة، ولكنهم فشلوا في تحقيق غايتهم”. وتابع: “البعض يحاول أن ينقذ داعش في اللحظة الأخيرة. وتابع: “الوطنية العراقية تجمعت في هذا الجهد الوطني لتحرير الفلوجة والذي شاركت فيه قوات الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي والعشائري وكل المواطنين”... للحديث تتمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية