+A
A-

كريستيانو رونالدو يبحث عن “ليالي الأنس في فيينا”

أحمد كريم
لازالت أنغام أغنية “ليالي الأنس في فيينا” للراحلة اسمهان عالقة في ذاكرة الموسيقى العربية الأصيلة.
كتب كلمات الأغنية الشاعر أحمد رامي ولحنها فريد الأطرش وصدرت في العام 1944 ضمن مجموعة أغاني لفيلم “غرام وانتقام” للمخرج الكبير يوسف وهبي.
لم تستمتع اسمهان بنجاح الفيلم؛ لأنها توفيت قبل انتهائه في “ظروف غامضة”، لكن الأغنية لاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي بفضل كلماتها الرقيقة وألحانها العذبة، وصوت اسمهان الذي قيل بأنه مُرشح لمزاحمة “كوكب الشرق” أم كلثوم على عرشها.
كان موضوع الأغنية الرائعة يتحدث عن فيينا المعروفة بجمالها وهوائها العليل، حيث وصفها الشاعر بأنها “روضة من الجنة”، وهو في الحقيقة لم يذهب بعيدا في وصفه، ذلك أن العاصمة النمساوية سميت بهذا الاسم كنوع من تطوير اسمها اللاتيني القديم “فيندوبونا”، والذي يعني “الهواء الجميل” أو “النسيم العليل”.
زاد من روعة الأغنية استخدام فريد الأطرش لإيقاع “الفالس” في ألحانه، وهو نوع من الموسيقى المعروفة بشكل محدود في العالم العربي، لكنه شهير في النمسا، وتحوّل إلى رقصة متداولة على مستوى العالم بعدما نظم الموسيقار النمساوي يوهان شتراوس الابن مقطوعة “الدانوب الأزرق” بالعام 1866؛ لتجسد “رقصة الفالس” الثنائية التي تتصف بالدورات الانزلاقية والخطوات الثلاث.
أغنية “ليالي الأنس” تصف الحياة الساحرة في العاصمة فيينا، وهذا ما يبحث عنه منتخب البرتغال اليوم عندما يلتقي النمسا في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، ويمنّي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه النفس باكتشاف الطريق المؤدية إلى “قطعة الجنة” تماماً كما فعل ابن جلدتهم “فرناندو ماجلان” مُكتشف المضيق المائي الذي يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ بالعام 1520 عندما كان يقوم برحلته حول العالم، وأصبح منذ ذلك الحين يحمل اسمه.