العدد 2801
الأربعاء 15 يونيو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
معاناة.. جاهزية.. وفرصة لإثبات الذات!
الأربعاء 15 يونيو 2016

* فوز بشق الأنفس
نجحت إسبانيا حاملة اللقب من خطف فوز ثمين في الدقائق الأخيرة على التشيك وبهدف نظيف بعد أن قدمت أداءً متوسطاً في المباراة، ولم يرتقِ لطموحات وآمال الجماهير الإسبانية التي كانت تنتظر الكثير من منتخب اللاروخا.
الشوط الأول لم يكن المنتخب الإسباني في مستواه الحقيقي، وقدم أداءً رتيباً افتقد النجاعة والفعالية في أغلب فتراته، الأداء تحسن بعض الشيء في الشوط الثاني، وتمكن الماتادور من فرض أسلوبه وشخصيته المعتادة، واستحوذ على الكرة استحواذاً شبه كامل، وعلى إثر ذلك تحصل على بعض الفرص السانحة للتسجيل، لكن مهاجميه افتقدوا اللمسة الأخيرة، وأضاعوا كل الفرص المتاحة، حتى جاء الفرج من رأس بيكيه الذهبية، مستغلاً عكسية رائعة من انيستا رجل المباراة الأول.
المدرب ديل بوسكي لم يتعلم من أخطائه السابقة التي وقع فيها عندما خرجت إسبانيا من كأس العالم الأخيرة من دورها الأول، فهو مازال يصر على اللعب بالفلسفة نفسها دون أن يبتكر الحلول البديلة، حيث يصر على اللعب بعمق الملعب الهجومي، وعدم الاعتماد على الأطراف نهائياً، إذ يعتمد على تفكيك الخطوط الدفاعية للخصم عبر الاختراق من العمق، وهذا ما يسبب الصعوبات لإسبانيا.
إسبانيا لم تقدم أداءً كبيراً أمام التشيك، لكنه لم يكن سيئاً أيضاً، وكما أسلفنا مسبقاً، يجب مراعاة طبيعة المباريات الافتتاحية للمنتخبات الكبيرة التي غالباً ما تكون مستوياتها متوسطة، لذلك فمن المتوقع أن يتطور الأداء الإسباني في المبارتين القادمتين له.
* أفضل الكبار
في أقوى مباريات الدور الأول من البطولة، نجح المنتخب الإيطالي في الفوز على المنتخب البلجيكي القوي بهدفين نظيفين، "الآزوري" قدم مستوى أفضل من جميع المنتخبات الكبيرة حتى الآن، لكن هذا لا يمنع من التنويه إلى أن الأداء مازال يحتاج التطوير أكثر إذا ما أرادت إيطاليا المراهنة على اللقب.
ورغم الإشادات الكثيرة التي انهالت على كونتي بعد اللقاء بسبب التكتيك الذي لعب به، وكيفية إدارته الفريق رغم غياب الأسماء البارزة، إلا أنه يجب الاعتراف بأن مدرب منتخب بلجيكا فيلموتس ساعد كونتي كثيراً في نجاحه بسبب خوفه الزائد، حيث عمد على التحفظ الدفاعي المبالغ في الشوط الأول، وقيد أبرز لاعبيه بواجبات محددة، وهذا ما جعل إيطاليا تقدم شوطا أول مميزا، ويتضح صحة ذلك بمجريات الشوط الثاني الذي تدارك فيه فيلموتس أخطاءه، وحرر لاعبيه من جميع القيود، فأصبحت بلجيكا هي الأفضل، وكانت الأقرب لتعديل النتيجة، في الوقت الذي لم يكن لكونتي دور ملموس، وهو يشاهد معاناة فريقه داخل الملعب، وحتى تغيراته جاءت من أجل التغيير فقط!
في الأخير يُحسب هذا الفوز للمدرب كونتي بفضل "الغرينتا" التي زرعها في نفوس اللاعبين، وجعلهم يلعبون بهذه الحماسة العالية، وهو سيكون سلاح فتاكا لإيطاليا سيمنحها الأفضلية على جميع المنتخبات في البطولة!
* تصحيح الأوضاع
لن يجد المدرب الفرنسي ديشامب فرصة أفضل من فرصة مواجهة ألبانيا الضعيفة ليصحح من وضع فريقه وتغيير شكله السلبي الذي ظهر عليه في أولى مباريات البطولة أمام رومانيا.
فرنسا حققت الفوز على رومانيا، لكنها واجهت وابلاً من الانتقادات على أدائها المتواضع الذي قدمته في اللقاء، ولولا براعة باييه آنذاك لتعادلت أو خسرت المباراة، لذلك سيسعى ديشامب اليوم لتصحيح الأخطاء التي وقع فيها فنياً ومحاولة تقديم أداء مشرف يتناسب مع حجم منتخب يعتبر المراهن الأكبر على اللقب!
أتوقع أن تتمكن فرنسا من الفوز اليوم وبلا عناء كبير، فألبانيا قدمت أداءً متواضعاً أمام سويسرا في مباراتها الأولى، ومن غير المنتظر ان يتغير شكلها للأفضل!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .