العدد 2799
الإثنين 13 يونيو 2016
banner
قوارب الموت وطوق النجاة العراقي (2)
الإثنين 13 يونيو 2016

بارقة الأمل مؤجلة لخلاص أهل العراق من الحروب الزمنية المقيتة، ونفخ روح الحياة بين جيل المأساة مؤجل لحين انتهاء أتون الحروب الداخلية وقساوة كسر عقلية العدو.
قادة العراق وبعد فشل مهمتهم يبينون ويفسرون أعذارهم. اتجهوا الى سفراء الدول المعتمدة في بغداد متسائلين عن تقديم عون مادي وعسكري لهم وخيام وأدوية للمناطق المنكوبة ومساعدة النازحين وإعادة اعمار المدن المتضررة. وهو عمل دعائي ويدخل في صميم واجباتهم، وفهمه ونتائجه معكوسة ومهينة تماماً. فالدولة “لو كان لها مفاهيم رجال الدولة”، لا تطلب من موظف دبلوماسي صغير “بدرجة سفير أو قنصل” الإعانة والتغيير الجذري بهذا الشكل التحقيري للدولة. ووظيفة السفير لا تتجاوز إيصال المعلومات والنشرات السرية الى وزارة خارجيته وإطلاعها على ما يجري.
وطرق الابتزاز الكلامية تنتقص من قيمة الدولة بالجلسات النيابية المعلقة المؤجلة. والتغيير الجذري لا يتم بما ينتهجه رئيس مجلس النواب بحق أعضاء نواب معارضين له ومبتغاه العدول عن شكواهم المقدمة في المحكمة الاتحادية ضده، ولا علم لي حول حقيقة إشارة أحد النواب إلى أن الجبوري “هدد أزواج النائبات بصورة مباشرة، كما ابتز آخرين” كما أشار إليه أحد المعارضين بالقول: “إن رئيس مجلس النواب وجهَ بنقل صلاحيات أمن البرلمان وربطها بصلاحياته بصورة مباشرة، فضلاً عن تشديدهِ بعدم تنفيذ الأوامر من أية شخصية سواه بصورة مباشرة، إضافة لممارسة الابتزاز بطرائقه المختلفة تجاه نواب جبهة الاعتصام”.
متى يفهم قادة العراق أن طوق النجاة ليس انفعالات وتهديدات يومية. ولا يشمل إخراج الغريق من النهر بطوق النجاة بعد سنوات من موته، ولا يشمل تنظيف الأنهار من النفايات بعد رمي جثث الضحايا فيها، فطوق النجاة وقوارب الإغاثة وتقديم الخيام لمن بقي على قيد الحياة ليست هدايا ولا تكريما للموتى الضحايا بعدما أجهضوا كل خطوة وأوصلونا الى اليقين بأنه حتى قراءة نصوص بياناتهم مضيعة للوقت ولا تحمل الخبر اليقين ومضامينها تتلخص في تعميم البطالة وفقر الواجب. أما طلباتهم اللجوجة فإنها مازالت تتركز على رغبتهم الحصول على الأسلحة وتدفق وصولها الى أحزابهم ومليشياتهم وعشائرهم للفتك بأعدائهم، ومنها تخرج كهدايا وسلع لتصل الى منظمات الإرهاب، بل إن بعضها يصل إليها وبعضها يتم تسريبه لهم لاستمرارية عمل دولة الخلافة الإسلامية وجهادها القتالي وعدم نفاد عتادهم اليومي. عشائر العبيد في العراق مدت رئاسة مجلس النواب بمعلومات مهمة، ودعتها والحكومة إلى تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك من الإرهاب اليومي بعد الانتهاء من عمليات تحرير قضاء الفلوجة، وبينوا للحكومة أن أهالي الحويجة هم أيضاً أسرى بيد الإرهاب. فمحافظة كركوك (250 كم شمال بغداد) بمجملها، تشهد أعمال عنف شبه مستمرة، فيما تعلن الأجهزة الأمنية بين الحين والآخر اعتقال مطلوبين بتهمة “الإرهاب” وقياديين بتنظيم داعش.
وللتأكيد، أقول موضحاً بعد كل سنوات القتل والقتل الحكومي المضاد: كيف لم تنفد، الأسلحة والأعتدة والقنابل والمتفجرات والألغام الأرضية وحيازة قوى الإرهاب لها، وهي مستوردة من الخارج وليست مصنوعة في العراق؟ أليس سيلان وتدفق هذه الأسلحة هو ما يُسبب عدم امكانية تحرير قطعة أرض مُحتلة من فئة ضالة؟
أريد أن أفهم قيمة الخبر الرسمي العاجل بأن رئيس الوزراء العبادي حضر اجتماع تحالف القوى بحضور رئيس مجلس النواب سليم الجبوري؟ ثم ماذا!
والحقيقة أن هيكلة المجلس النيابي لا تقوم على أسس دستورية ثابتة وخطط ببرامج واضحة لافتقاد المجلس موضوعية وشعبية، وتقلب وجهات نظر رئاساته وأعضائه وتلكؤهم في إقرار خطوة ناجحة. وثم يأتي موضوع سفرهم الى مقرات المفاوضات في دول الراحة والاستجمام الذي هو في حقيقته عمل لا إنتاجي للدعاء والصلاة والتعويل على قرارات دول الخارج السياسية والاستعانة بها واستجداء السلاح وتعويضهم حاجاتهم، مع علمهم بأن بعض هذه الدول ساهمت وصممت وخططت برامج الجهاديين وأحزابهم الدينية وعوضتهم السلاح لتدمير العراق. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية