العدد 2798
الأحد 12 يونيو 2016
banner
“الرعب من المصير” (1)
الأحد 12 يونيو 2016

في كل منعطف وتحد يواجهه رموز النظام الإيراني من أجل الثبات على كراسي الحكم يصرحون بأصوات مرتفعة وعلى أعلى مستوياتهم بذعرهم مما سيأتي به المستقبل على نظامهم ومصيرهم، فهم غير واثقين من قدرتهم على مواجهة التحديات الرافضة والمقاومة المتصاعدة يوما بعد آخر، وفي الذكرى السنوية لموت الخميني مؤسس النظام ابدى المرشد الأعلى خامنئي ذعره من المستقبل، ففي صباح الجمعة 3 حزيران، أبدى في كلمته التي القاها في مقبرة الخميني قلقه من مصير نظام الولاية، مشيرا إلى حدوث انشقاقات وحالات تساقط داخلية، مؤكدا أنه “أينما تغافلنا عن الثورية والحركة الجهادية، تخلفنا... يمكن مواصلة السير بمنهج ثوري؛ ليكون التقدم مؤكدا وقتئذ، ويمكن السير بمنهج آخر وعندئذ فإن المصير سيكون محزنا. كان الإمام يقول إن الإسلام والشعب الإيراني سيتعرض للصفعة”.
واعترف خامنئي بما يموج داخل النظام من خيبة أمل قائلا “إن البعض يسعى لتثبيط عزم المجمتع والشباب... لا يجوز الاستسلام أمام الضغوط والخضوع للأمر الواقع”.
وحيث أبدى هواجسه تجاه الانشقاقات الداخلية، بشدة غير مسبوقة ليلمح إلى رفسنجاني مؤكدا ان “من الخطأ أن نظن أن الثوري فقط هو من كان طيلة الثورة بجوار الإمام ويظن البعض أن الثوريين هم من كانوا بجانب الإمام أيام الثورة”.
واعتبر مرة أخرى رفسنجاني مجرى للتوغل وأكد بعبارات أخرى أن “الحساسية تجاه العدو وعمل العدو وخطة العدو وعدم التمثل به هي من معايير الثورية وإذا ما تحلى شخص بهذه المعايير فإنه ثوري بالتأكيد”.
كما استهدف روحاني وأشار إلى تصريحاته المستمرة مبينا أن “ما نظنه من أن الانتعاش الاقتصادي سيتوفر بالاستثمار الخارجي فقط، انما هو خطأ. لا تجوز إحالة كل شيء إلى الاستثمار الخارجي، الآن وبعد بلوغ المفاوضات النووية نتائجها فإن أحد أهدافهم هو الاقتصاد، ابتلاع الاقتصاد الإيراني. لا يجوز لنا ان يهضمنا الاقتصاد العالمي”،  كما اعاد الى الاذهان مصطلحه الفاشل “الاقتصاد المقاوم” باعتباره حلا وحيدا، مشددا على تواصل سلطة قوات الحرس على الثروات الوطنية مضيفا أن “الاستقلال الاقتصادي يحقق بالاقتصاد المقاوم فقط”.
ومن ثم شنّ خامنئي هجمات أكثر على روحاني وتابع بالقول “إذا قلنا نواجه عدوا يقولون إنكم واهمون بوجود مؤامرة بينما إثارة وهم المؤامرة نفسه يعد مؤامرة لتقليل الحساسية تجاه الاعتداءات، من الخطأ أن نظن أنه إذا كان فلان ثوريا فيعني أنه متشدد؛ ولا تعني الثورية التشدد”. وهذه التعابير تمثل جملا أدلى بها روحاني ورفسنجاني حيث سمّيا مرارا عناصر عصابة خامنئي بالمتطرفين والمتشددين.
وفي تصريح متناقض أعلن الولي الفقيه من جانبه أن “كل شخص وتيار اعتمد على أميركا فإنه ارتكب خطأ كبيرا ويتعرض الآن لصفعة” ومن جانب آخر فتح الطريق لتواصل المفاوضات أملا بالخلاص من مستنقع الأزمات والعقوبات، وأضاف أن “المرء يمكن ان سوّلت له نفسه الذهاب للتعاون مع قوة عظمى، انه يمكن ان يتفاوض معها في كل قضية وذلك افتراض مستحيل وتنازل عن المبادئ حيث تجدد أميركا دورها الهدام وستتذرع بشتى الذرائع كي تتنصل من وعودها”.
وأقر خامنئي بتورط النظام في مستنقع الاتفاق النووي والعقوبات بتعبير معكوس وقال “إن الناس لم يخشوا التهديد العسكري ولا العقوبات ولم يتعرضوا للشلل من العقوبات وإنما تواصلوا في السير؛ من الضروري أن يدوم هذا الأمر ويبقى الجميع ثوريون ويسيرون ثوريين”.
وعن الفضاء المجازي وما يحدق بالنظام من خطر، ذكر رئيس النظام المغلوب على أمره أن “الإنترنت والفضاء المجازي والوسائل المخابراتية لا يجوز أن تقع بيد الأعداء فهي تمثل وسيلة لسلطة العدو ثقافيا”.
من جانبه اعترف عضو البرلمان السابق الفاشل في الانتخابات حداد عادل في مقابلة اجراها معه تلفزيون النظام بمناسبة الذكرى السنوية لهلاك المؤسس بالصراعات الفئوية ومناوءة خميني وأفكاره، قائلا إن البعض كانوا في المجتمع يرفضون كلام الإمام حتى في حياته... وأكد انهم بعد وفاة الإمام قالوا بكل صراحة اننا كنا معارضين لبعض جوانب كلام الإمام، ولذلك فقد أسسوا مجلة وترجموا كتبا وشكلوا بعض الحلقات ووضعوا بناء على اساس مواجهة الحكومة.
وأضاف: “من يتحدث عن الإمام وهو يعارض الولي الفقيه فذلك معناه انحراف عن الإمام وعدم الصدق”.
وأكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أنهم بالضبط كانوا يعملون لاتخاذ المواقف خلافا لما كان يصرح به خميني وأضاف قائلا: “عندما كانوا بحاجة إلى اصوات المواطنين كانوا يستذكرون الإمام وكنا قد نلاحظ هذه اللعبة مرارا بعد ارتحال الإمام... هذا هو عدم الصدق والشفافية”.
أما الملا مصباح يزدي وهو من المتشددين في عصابة خامنئي فقد شنّ خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية لهلاك (خميني) هجوما على زمرة رفسنجاني قائلا “إن البعض في البلاد ليس فقط لا يقبلون ولاية الفقيه وإنما لا يؤمنون بالحكومة الإسلامية، يقول البعض منهم لأن ولاية الفقيه لم تندرج في إطار أصول الدين وفروعه فهي مرفوضة”.
وأبدى قلقه من مصير نظام ولاية الفقيه، مؤكدا “إذا لم نثقف الجيل الجديد فلن تعرف الأجيال القادمة، الثورة وخميني وسيسقطون في فخ الأعداء، إذا لم يُردّ على الشبهات في المجتمع الحالي ردا مناسبا فسيتم استئصال الدين ما يؤدي إلى تداعيات لا تحمد عقباها”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية